كان أبي وأخته، أمينة طه حسين-الزيات، قد تمنيا كلاهما أن يمكن لهذه الشهادة المؤثرة - التي، وهي تتجاوز كونها مجرد تاريخ عائلي، ترسم أيضا صورة دقيقة وحميمية لمصر فيما بين الحربين وحتى سنوات 1970 - أن تنشر بالفرنسية؛ اللغة التي حررتها سوزان بها. وهذا ما تحقق اليوم بفضل المبادرة الطيبة التي قام بها كل من السيدة زينا ويجان والسيد برونو رونفار اللذين عكفا بتصميم ودقة لا متناهية على قصة سوزان، وكذلك بفضل السيد رنو إسكاند الذي تفضل فنشر الكتاب لدى منشورات لوسير، بعد أن اغتنى بتعقيب مثير للمشاعر وبمجموعة كاملة من الهوامش الضرورية من أجل فهمه فهما صحيحا؛ أود أن يجدا ها هنا التعبير عن الامتنان الصادق والعميق من أحفاد سوزان وأبنائهم. ولكن، فيما وراء هذه الشهادة القيمة على مجتمع وحقبة مزدهرين ينتميان اليوم إلى الماضي، وفيما وراء التكريم المشروع لطه حسين الذي لا يزال مبدعه الواسع الموسوم بالإنسانية والعالمي على نحو شديد الذكاء - والذي لم يترجم للأسف بما فيه الكفاية إلى الفرنسية! - يقدم برهانا هائلا ومثلا على ما يمكن أن يكونه إسلام التنوير، كان أبي يتمنى بحماسة أن يكون التكريم كذلك موجها إلى ذكرى تلك التي تكشفت طوال حياتها امرأة وزوجة استثنائية؛ والتي يرسم بكلمات قليلة عند مغرب حياتها هذه الصورة المؤثرة: «أمي (...) على انحناء ظهرها بفعل العمر، قوية، عنيدة، وقورة، كما لو زادها نبلا أكثر من نصف قرن من الحب والإخلاص التام للرجل الذي عاشت معه حياتها.»
8
أمينة طه حسين (أوكادا)
سوزان طه حسين •••
معك
من فرنسا إلى مصر «قصة حب خارقة»
سوزان وطه حسين (1915-1973) •••
تقديم
أمينة طه حسين (أوكادا) •••
الهوامش والتذييل
صفحه نامشخص