ثمَّ كتب مَرْوَان إِلَى عَامله كتابا يَأْمُرهُ أَن يحده ويسجنه وأوهمه أَنه كتب لَهُ بجائزة ثمَّ نَدم مَرْوَان على مَا فعل فَوجه سفيرًا وَقَالَ للفرزدق إِنِّي قد قلت شعرًا فاسمعه
(قُلْ للفرزدق والسَّفَاهةُ كاسْمهَا ... إِن كُنتَ تَاركَ مَا أمرْتك فاجلس)
(وَدَعِ المدينةَ إنهَّا مَرهوبة ... واقصدْ لِمكَّةَ أوْ لبيتِ الْمُقَدّس)
(وَإِن اجْتنبت من الأمورِ عَظيمةً ... فَخذنْ لِنفسك بالعظيم الأكيس) // الْكَامِل //
فَلَمَّا وقف الفرزدق عَلَيْهَا فطن لما أَرَادَ مَرْوَان فَرمى الصَّحِيفَة وَقَالَ
(يَا مَرْوُ إنَّ مَطيَتيِ مَحبوسَةٌ ... تَرجوُ الحِباءَ وَرَبُّها لم يَيأسِ)
(وَحبوتنِي بِصحيفةٍ مَخْتُومةٍ ... يُخشى عليّ بهَا حِباءُ النُّقْرِسِ)
(ألقِ الصَّحيفةَ يَا فَرزدقُ لَا تكنْ ... نكدَاءَ مِثلَ صَحيفةِ المُتلمَسِ)
وأتى سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي وَعِنْده الْحسن وَالْحُسَيْن وَعبد الله تَعَالَى بن جَعْفَر ﵃ فَأخْبرهُم الْخَبَر فَأمر لَهُ كل وَاحِد بِمِائَة دِينَار وراحلة وَتوجه إِلَى الْبَصْرَة فَقيل لمروان أَخْطَأت فِيمَا فعلت فَإنَّك عرضت عرضك
1 / 48