والحاصل، أنه بعد هزيمة شيخ ويس خان ومقتل محمد ظاهر خان، كان على مراد خان سيى ء الحال بسبب مرض الاستسقاء، فساء حاله أكثر لوقوع هذه الأحوال، فتوجه من طهران إلى مقربة من إصفهان، وبالقرب من إصفهان خلت جواهر روحه من قالب الجسد، وقدم جعفر خان الزندى أخوه من أمه- الذى كان ابن صادق خان الزندى، وكان مكلفا على حدود الكردستان وخمسة- من زنجان إلى إصفهان، ورفع راية الاستعلاء والاستبداد، واتكأ مكان أخيه على مسند العظمة.
وفى الرابع عشر من ربيع الأول سنة ألف ومائة وتسع وتسعين، تحرك الخاقان المغفور له من إستراباد صوب العراق، واستولى أولا على مدينة" قم"، وتوجه من هناك إلى كاشان ومنها إلى إصفهان، وأسرع رؤساء وحكام العراق [العجمى] بالتشرف فى الخدمة، ولم يحتمل جعفر خان الزندى حرارة المقاومة فى إصفهان، وذهب إلى شيراز، وتحرك الخاقان المغفور له إلى بدو صحراء بختيارى وفراهان وكزاز، وفرق كمينهم فى محل" كهيز"، وصار جمع كثير منهم طعمة لسيف المجاهدين.
وفى عام ألف ومأتين وواحد قاد الجيش إلى جيلان، وأخضعها تحت سيطرته، وجعل أحد الغلمان من هدايت خان هدفا لرصاصة بندقيته فى أثناء فراره من أنزلى إلى باكويه، وأحضر رأسه إلى خدمة الخاقان المغفور له. [ص 20] وفى سنة ألف ومأتين واثنتين، فقأ الخاقان المغفور له عين على خان حاكم" خمسة" فى إصفهان بسبب خيانته، وكلف الجيش بنهب طائفة بختيارى، وذهب جعفر خان الزندى من شيراز إلى يزد، فلاقى الهزيمة الفاحشة من مير محمد خان الطبسى، ورجع إلى شيراز، واغتر مير محمد خان، وقدم إلى إصفهان، فكلف الخاقان المغفور له جعفر قلى خان بتأديبه، وفى ناحية رودشت بإصفهان حمى وطيس معركة القتال والنزاع فيما بينهما، وبعد أداء المعارك العظيمة، هزم مير محمد خان، وفر إلى طبس، وقصد الخاقان المغفور له فارس، وذهب حتى" مشهد مادر سليمان"، ومن هناك رجع إلى إصفهان، ومنها عاد إلى طهران.
صفحه ۴۸