ونزل الخاقان المغفور له محل الإجلال، بعد وصول الأموال الديوانية من جيلان والانتهاء من أعمال قزوين وسلطانية وزنجان وكوران دشت، وتوجه من هناك إلى سلطانية، وفى فصل الخريف عطف بعنانه إلى مازندران، وفى ربيع العام التالى توجه إلى قلعة طهران وحاصرها وكان على مراد خان الزندى فى همدان، فعين مراد خان الزندى على مازندران، فعين الخاقان المغفور له جعفر قلى خان له حتى يهزمه، وتفرق جيشه واضطرب، ورحل على مراد خان فى أثناء هذه الأحوال من إصفهان إلى شيراز، واستولى على قلعة شيراز بعد تسعة أشهر من الحصار، ودمر صادق خان الزندى وأباده مع أولاده وأعوانه وأنصاره، وحرم أبو الفتح خان بن كريم خان من زينة الإبصار. وبعد الانتهاء من مهام تلك المناطق رجع إلى إصفهان، وازدهر أمره تماما، وأخذ فى التحرك مع الحشد والحشم الكامل بقصد إخضاع مازندران وإستراباد، واستراح فى طهران، وعين جيشا من كل ناحية، وكلف ابنه شيخ ويس مع جمع من الأمراء والجيش لإخضاع إستراباد، وخربت مازندران بسبب اعتداء جيش الزنديين والألوار، وتوقف شيخ ويس خان نفسه فى سارى، وعين محمد ظاهر خان الزندى مع فوج مهاجم على إستراباد. وفى أثناء ذلك، اختلف مرتضى قلى خان ومصطفى قلى خان مع الخاقان المغفور له، وانضموا إلى شيخ ويس خان، وذهبوا إلى إستراباد بالاتفاق مع محمد ظاهر خان، وحاصروا إستراباد لمدة شهر واحد، فعين الخاقان المغفور له فرقا من الأبطال [ص 19] الإستراباديين والقاجاريين لسد الطرق والشوارع، وأغلقوا طريق المرور والعبور والمؤن على شيخ ويس خان وجيشه اللامتناهى، فحدث وسط معسكرهم قحط وغلاء شديد، وتفرق معسكر بتلك العظمة وقبض على محمد ظاهر خان وقتل، ولم يحتمل ويس خان حرارة المقاومة وحيث كان متوقفا فى سارى مع الأمراء والجنود وفر وانضم إلى على مراد خان فى طهران، ورجع مرتضى قلى خان أيضا، وقصد جانب على مراد خان. وفى بلدة" قم" سمع بخبر وفاة على مراد خان [الزندى] فأسرع من هناك إلى رشت عن طريق قزوين، وتوقف فترة فى ذلك المكان، وذهب إلى" حاجى طرخان"، ولاذ بملكة روسيا كاترين (يكه ترينه)، وظل يعيش فى تلك الحدود حتى ودع الدنيا الفانية، وأحضروا نعشه إلى إيران.
صفحه ۴۷