278

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

ویرایشگر

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

محل انتشار

الرياض

قال: يقال: شق بصر الميت شقوقا، وذلك قبل الموت. ومعنى البيت: هون على بصرك شقوقه ومقاساة النزع والحشرجة للموت، فأن الحياة، كالحلم، تبقى قليلا ثم تزول.
وأقول: أنه قد روي: (منظره) بالضم والفتح.
فإذا كان بالضم كان: (شق منظره) من المشقة؛ أي: هون على بصرك الشيء الشاق عليه منظره فأنه لا بقاء له، ويزول كما يزول الحلم.
ومن يروي: (منظره) بالفتح: (فشق منظره) من: شققت الشيء بمعنى فتحته؛ أي: هون على بصرك الشيء الذي يشق منظره لرؤيته في اليقظة فأنه لا حقيقة له ولا بقاء كالأحلام، والمنظر على هذا، موضع النظر و(ما) في الوجهين بمعنى (الذي)، ويجوز أن تكون للنفي؛ أي: هون على بصر لم يشق منظره؛ يريد: عدم الإدراك والعمى.
وقوله:
ضُرِبْنَ إلينا بالسِّياطِ جهالةً ... فلمَّا تَعارفنَا ضُرِبْنَ بِهَا عَنَّا
قال: كانت خيل الروم قد رأت عسكر سيف الدولة، فظنتهم روما فأقبلوا نحوهم مسترسلين، فلما تحققوا ذاك ولوا هاربين.

1 / 284