شب دوازدهم: یا هرچه خواستید
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
ژانرها
The Cambridge Companion to Shakespeare, (eds.) Margreta de Grazia and Stanley Wells, 2001.
خصوصا في الصفحات 129-134 المكرسة لدراسة «الأيديولوجية الذكورية» وتأثيرها في النساء في العصر الإليزابيثي، فمالفوليو، وفقا لما تقوله هذه الباحثة، يريد السيطرة على المنزل ويرى نفسه الرئيس «الطبيعي» للأسرة، فبهذا تقضى المعايير الاجتماعية السائدة في ذلك الزمن. وقد يكون حلمه الدفين بالزواج من أوليفيا غير واقعي ولا يمثل إلا طموحا غير مشروع بسبب التفاوت الطبقي، ولكنه حلم مشروع من الزاوية الإنسانية المحضة، مهما أضحكنا اشتطاطه في الخيال وانغماسه في هذا الوهم، وانظر إلى ما قاله تشارلز لام المشار إليه في هذا الصدد:
ليس مالفوليو في جوهره مثيرا للضحك. وهو يصبح فكاهيا بالمصادفة. إنه بارد، مثقف، ولكنه وقور متسق مع ذاته، وحسبما يظهر لنا، متزمت أخلاقيا ... ولكن أخلاقه وسلوكه لا مجال لهما في إلليريا؛ فهو يعارض ألوان النزق والطيش الخاصة بالمسرحية، ويسقط في الصراع غير المتكافئ، ومع ذلك فإن كبرياءه أو وقاره (سمه ما شئت) أصيل أو فطري في نفسه، بمعنى أنه غير متكلف أو متصنع. وهو غير جذاب، إن شئنا التلطف في التعبير، لكنه ليس مهرجا مبتذلا أو يثير الاحتقار. ومسلكه يوحي بالرفعة التي تتجاوز موقعه الاجتماعي ولكنها لا تتجاوز ما هو جدير به. ولا نرى ما يمنع من أن يكون قد فعل ما يثبت شجاعته وشرفه وثقافته. فإن إلقاءه الخاتم على الأرض في غير اكتراث (عندما كلف بإعادته إلى سيزاريو) يفصح عن كرم المحتد وكرم الإحساس. واللغة التي يستخدمها في جميع الحالات لغة سيد ولغة شخص متعلم. ويجب ألا نخلط بينه وبين شخصية القهرمان الوضعية القديمة الشائعة في الكوميديا منذ الأزل. فإنه رئيس منزل أميرة عظيمة، وهي منزلة بلغها لشمائل فيه لا تقتصر قطعا على طول الخدمة. وهذه أوليفيا تقول عندما يلمح أول من يلمح إلى أنه أصيب بلوثة، إنها لا تريد أن يصيبه أذى، ولو فقدت نصف مهرها (3 / 4 / 61) فهل يبدو من هذا أنه شخصية قصد بها أن تكون حقيرة أو لا وزن لها؟ ... وربما كان مالفوليو يشعر بأنه مسئول بصورة ما عن شرف الأسرة؛ إذ لا يبدو أن لأوليفيا إخوة أو أقارب يتولون هذه المسئولية ...
ويفيض لام في تبيان مظاهر السلوك التي تبرر وصفه السابق لمالفوليو، مثل إجاباته الرزينة وهو في الحبس على المهرج المتنكر في هيئة كاهن، والأمر الذي يصدره الدوق بمحاولة استعطافه ومصالحته في النهاية، ويقول إن فابيان وماريا كانا يريان في شخصيته ما يبرر خداعه بحب أوليفيا وإلا لكانت الخدعة أعظم من أن تجوز عليه أو على أي أحد. وينتهي لام في مقاله الطويل بوصف أداء الممثل روبرت بنسلي (
Robert Bensley ) لهذا الدور في أواخر القرن الثامن عشر (لأنه تقاعد عام 1796م) قائلا:
لقد كان رائعا من البداية، ولكنه عندما بدأت مظاهر الوقار الأصيلة في الشخصية تنهار، وبدأت سموم حب الذات تفعل فعلها، في توهمه بحب الكونتيسة له، فلربما أحسست أنك ترى بطل لامانشا بشخصه على المسرح ... لم يكن ثم مجال للضحك! أما إذا برز أي إحساس أخلاقي في غير موضعه ففرض نفسه، فلا بد أن يكون إحساسا عميقا بالضعف الجدير بالإشفاق والكامن في طبيعة البشر، فهو الضعف الذي جعله عرضة لضروب ذلك «الجنون» - ولكنك في الحقيقة تعجب بذلك «الجنون» أثناء حلوله ولا تشفق عليه - بل وتحس بأن ساعة تعيشها في ذلك الخطأ أكبر قيمة من عمر كامل وعيناك مفتوحتان ... وأعترف أنني لم أشاهد يوما تلك الكارثة التي أصابت تلك الشخصية، أثناء تقديم بنسلي لها، دون الإحساس بلذعه مأسوية.
ولقد اخترت في هذا القسم أن أجمع بين مالفوليو والمهرج (فسته)؛ لأنهما يؤكدان ما طرحته في القسم السابق من تقابل وتضاد؛ فالمهرج، حسبما يصفه هارلي جرانفيل-باركر في مقدمته لطبعة التمثيل من المسرحية عام 1912م.
William Shekespeare, Twelfth Night. An Acting Edition. With a Producer’s Preface by Harley Granville-Barker, London, 1912.
رجل طاعن في السن، فشل في حياته ولم يحاول إخفاء ذلك، ولكنه يستعين بلماحيته وقدرته على التلاعب بالألفاظ على كسب الرزق، ويضيف ذلك المخرج أننا نرى كثيرا من أمثال هؤلاء الذين يترددون على الأسر لإضحاكها دون أن يرتدوا لباس المهرج المتعدد الألوان! ونحن نعرف من نص المسرحية مدى ما يتمتع به المهرج من حرية في الحركة، فهو يعيش حقا على الحافة متنقلا ما بين منزل الدوق أورسينو ومنزل الكونتيسة أوليفيا، ويقيم كما يقول بعض الشراح في مكان ما بالبلدة، ويطوف بأكثر من مكان (حتى بالحانات كما يقول مالفوليو) وهو لا يخفي «تشرده» قائلا: «التهريج يدور حول الأرض يا سيدي مثل الشمس، فهو يسطع في كل مكان!» (3 / 1 / 40) وهو يتهم مالفوليو بالجنون (مع الآخرين)، وعندما يقول له مالفوليو إن قواه العقلية «في سلامة قواك العقلية أيها المهرج» يقول له المهرج إنه إذن مجنون حقا! (4 / 2 / 90-93).
والمشهد الذي يجمع بينهما على المسرح، مشهد «الغرفة المظلمة» (4 / 2) من أقسى المشاهد التي تؤكد التقابل بين قسوة المهرج وضعف الحبيس مالفوليو، والمعروف كما يقول مايكل بريستول في كتابه عن الكرنفال والمسرح:
صفحه نامشخص