فقال فاضل بسخرية: أحيانا يتوب عن توبته، ويقينا أنه ليس أحق المسلمين بالولاية!
انجذبت عينا علاء الدين نحو الركن الأيمن، فهجر حديث صاحبه ولو إلى حين .. ثمة شيخ نحيل بهيج الوجه ذو نظرة آسرة .. خيل إليه أنه لم ينظر نحوه مصادفة .. وجد عيني الشيخ في انتظاره .. ثمة دعوة خفية من هناك واستجابة من هنا .. ارتاح إليه كما يرتاح السليم إلى بهجة الوردة المتفتحة .. ولاحظ فاضل انصرافه عن حديثه إلى الشيخ، فقال له: الشيخ عبد الله البلخي رأس الولاية.
فتساءل علاء الدين بأريحية: لماذا ينظر إلي؟
فقال فاضل بغموض: ولماذا تنظر إليه؟
فهمس: الحق أني أحببته.
فقطب فاضل ولم يجد ما يقوله.
5
غادر علاء الدين المولد وحده مترع الصدر بأصداء الأناشيد .. سبح في الظلام تحت ضوء النجوم الخافت ونسمة الخريف تلاطفه .. إذا بصوت عميق مؤثر يدركه مناديا: يا علاء الدين.
فتوقف وقلبه يناجيه أن هذا الصوت من ذاك الشيخ يصدر، لحق به الشيخ وقال له: أنت مدعو لصداقتي.
فقال بحياء: نعم الدعوة يا مولاي، ولكن كيف عرفت اسمي؟
صفحه نامشخص