يَا رُبَّ غَيْرِكِ فِي النِّسَاءِ عَزِيزَةٍ ... بَيْضَاءَ قَدْ مَتَّعْتُهَا بِطَلاَقِ١
وكقول امرئ القيس٢ بإضمار (رُبَّ) بعد الفاء:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ ... فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ٣
_________
١ هذا بيتٌ من الكامل، وهو لأبي مِحْجَن الثّقفيّ.
و(عزيزة): من العزّة والامتناع؛ فالمرأة تسمّى عزيزة لامتناعها عن وصول الرّجال إليها.
و(متّعتها بطلاق): أعطيتها شيئًا تستمتع به عند طلاقها؛ والمتعة: ما وُصلت به المرأة بعد الطّلاق من ثوب أو خادم أو دراهم أو طعام. وقال ابن يعيش ٢/١٢٦: «كأنّه يهدِّد زوجته بالطّلاق» .
والشّاهد فيه: (يَا رُبَّ غَيْرِكِ) على أنّ (غير) وإن كانت مضافة إلى (الكاف) إلاَّ أنّها نكرة لدخول رُبَّ عليها.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/٤٢٧، ٢/٢٨٦، والمقتضب ٤/٢٨٩، وسرّ صناعة الإعراب ٢/٤٥٧، والتّبصرة ١/١٧٥، وشرح ملحة الإعراب ٥٢، وشرح المفصّل ٢/١٢٦، ورصف المباني ٢٦٧، وجواهر الأدب ٢٣٧.
والبيت ليس في ديوان أبي محجن المطبوع.
٢ هو: امرؤ القيس بن حُجْر بن عمرو الكِنْديّ، من أهل نجد، من شعراء الطّبقة الأولى، ومن أشهر شعراء العربيّة؛ توفّي سنة (٨٠هـ) تقريبًا.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ١/٥١، والشّعر والشّعراء ٤٩، والأغاني ٩/٩٣.
٣ هذا بيتٌ من الطّويل.
و(طرقتُ): أتيت ليلًا؛ وسُمّي الآتي باللّيل طارقًا لحاجته إلى دقّ الباب.
و(تمائم): واحدتها تميمة؛ وهي: خرزات كان الأعراب يعلِّقونها على أولادهم يتّقون بها النّفس والعين - بزعمهم ـ، فأبطلها الإسلام. و(محول): من أحْوَل الصّبيّ فهو مُحْوِل: أتى عليه حَوْلٌ من مولده.
والشّاهد فيه: (فمثلك حُبلى) على أنّ كلّ اسم حَسُنَ دخول (رُبَّ) عليه فهو نكرة؛ وهنا دخلت على (مثلك)؛ فهذا يدلّ على أنَّها نكرة، سواءً كانت (رُبَّ) ظاهرة أم مُضمرة.
يُنظر هذا البيت في الكتاب ٢/١٦٣، والتّبصرة ٢/٦٢٦، وشرح الكافية الشّافية ٢/٨٢١، وابن النّاظم ٣٧٦، واللّسان (حول) ١١/١٨٤، (غيل) ١١/٥١١، وأوضح المسالك ٢/١٦٢، وابن عقيل ٢/٢٦٤، والتّصريح ٢/٢٢، والهمع ٤/٢٢٢، والدّيوان ١٢.
1 / 121