والأخ العزيز الصالح، الطالب لطريق ربه، والراغب في مرضاته وحبه والعالم الفاضل، الولد شرف الدين محمد بن سعد الدين سعدالله ابن نجيح.
وغيرهم من اللائذين بحضرة شيخهم وشيخنا الإمام، الأمة الهمام، محيي السنة، وقامع البدعة، ناصر الحديث، مفتي الفرق، الفائق عن الحقائق، وموصلها بالأصول الشرعية للطالب الذائق، الجامع بين الظاهر والباطن، فهو يقضي بالحق ظاهرا وقلبه في العلي قاطن، أنموذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، الذين غابت عن القلوب سيرهم، ونسيت الأمة حذوهم وسبلهم، فذكرهم بها الشيخ، فكان في دارس نهجهم سالكا، ولموات حذوهم محييا، ولأعنة قواعدهم مالكا: الشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس، أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية، أعاد الله علينا بركته، ورفع إلى مدارج العلى درجته، وأدام توفيق السادة المبدو بذكرهم وتسديدهم، وأجزل لهم حظهم، ومزيدهم.
السلام عليكم معشر الإخوان ورحمة الله وبركاته، جعلنا الله وإياكم ممن ثبت على قرع نوائب الحق جأشه، واحتسب لله ما بذله من نفسه في إقامة دينه، وما احتوشته من ذلك وحاشه، واحتذى حذو السبق الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين لم تأخذهم في الله لومة لائم، فما ضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، مع قلة عددهم في أول الأمر، فكانوا مع ذلك كل منهم مجاهد بدين الله قائم. ونرجو من كرم الله تعالى أن يوفقنا لأعمالهم، ويرزق قلوبنا قسطا من أحوالهم، وينظمنا في سلكهم، تحت سجفتهم ولوائهم، مع قائدهم وإمامهم سيد المرسلين، وإمام المتقين، محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أذكركم رحمكم الله بما أنتم به عالمون عملا بقوله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
وأبدأ من ذلك بأن أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، وهي وصية الله تعالى إلينا وإلى الأمم من قبلنا، كما بين سبحانه وتعالى قائلا وموصيا: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}.
صفحه ۷۶