إن الرجل يفضل أن يصدق أكاذيب المرأة وهو يعلم أنها أكاذيب عن أن يسمعها تقول الحقيقة. (سهير تفكر في شرود.)
سهير :
إن المشكلة مشكلة الرجل.
ليلى :
لقد فهمت أخيرا ... أخيرا! (ديدي تدخل مندفعة.)
ديدي :
ليلى، سهير، أتجلسان هنا وحدكما ومحمود بك ينتظركما على المائدة؟ هيا هيا، الملوخية ستبرد. (يخرج الجميع.) (ستار)
نادية ... لم أستطع!
فرك جفنيه وتثاءب وتمطى، وشعر بارتخاء يسري في روحه وجسده؛ الارتخاء اللذيذ الذي يحدث في اللحظة العجيبة التي تتأرجح بين غيبوبة النوم ويكون العقل الواعي لم يستيقظ بعد ... من كلا الزمان والمكان، الضائعة من كلا الوعي واللاوعي. وشعر أنه تحرر من العقلين معا، وتخلص وجدانه من ثقلهما فأحس أنه خفيف كالريشة، شفاف كالبلور.
وانفرجت شفتاه عن متعة غير محدودة لتنزلق من بينهما حروف متماسكة كحبات اللؤلؤ، وكاد يهتف: نادية. لولا أن إحساسا غريبا تسرب إلى أنفه ومسام جسده مع رائحة الجدران الجديدة والعطر والفراش الجديد، فانزلقت اللحظة الناعمة لتسقط من الوجود والتصقت الحروف اللؤلؤية بحلق فمه، وشعر بالحقيقة المرة تخترق منافذ جسده وروحه مع الصوت الممطوط يقول: الفطور جاهز يا ...
صفحه نامشخص