وقلت في غضب: لا، إنني لن أعيش معك.
وسرحت لحظة ثم قلت في شرود: سأذهب إليه.
واعتدل جالسا وقال: من هو؟
قلت: صديقك الحميم.
وانفجر ضاحكا وهو يلقي برأسه إلى الوراء وقال في ثقة وغرور: لن يستطيع.
ونظرت إليه في دهشة وقلت: لماذا؟
فقال في بساطة: إنه مريض؛ ولهذا لم يتزوج.
ودارت الأرض بي لحظة، وقلت لنفسي: يا للرجل المنافق!
ونظرت إلى زوجي وهو راقد على ظهره، وعيناه تنظران إلي في جوع ونهم، وقلت لنفسي: يا للرجال المنافقين! كل الرجال!
وسمعت أصواتا صغيرة تنادي علي: ماما ... ماما. فخرجت من الحجرة أجري إليهم، كانوا كطوق نجاة ألقي إلي في عرض اليم، ونظرت إلى عيونهم البريئة وهي تنظر إلي فذكرتني بعيني الكلب الأسود الذي قابلته في الصباح؛ فيها جوع، وفيها ألم، وفيها حرمان.
صفحه نامشخص