وروى أبو الشيخ عبدالله بن محمد الأصبهاني في كتاب الفتن من حديث عبدالرحمن بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن جده عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : جاء جبريل - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليه الحسن والحسين رضي الله عنهما فقال : إن أمتك تقتله بعدك - يعني - الحسين ، ثم قال : ألا أريك من تربة مقتله ، فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قارورة ، فلما كان ليلة قتل الحسين رضوان الله تعالى عليه ، قالت أم سلمة رضي الله تعالى عنها : سمعت قائلا يقول :
ألا أيها القاتلون جهلا حسينا
قد لعنتم على لسان ابن داود ... ابشروا بالعذاب والتنكيل
وموسى وحامل الإنجيل
قالت : فبكيت ، ففتحت القارورة فإذا فيها دم .
وعن أبي خالد الأحمر قال ثنا رزين قال حدثنتي سلمى أنها قالت : دخلت على أم سلمة رضي الله تعالى عنها وهي تبكي فقلت ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت : ما بالك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا .
وحدث حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رضي الله تعالى عنها الله تعالى عنهما قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم ألتقطه فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ .
وروى أبو شيبة العبسي عن عيسى بن الحارث الكندي قال : لما قتل الحسين رضوان الله تعالى عليه مكثنا أياما سبعة إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا .
وروى علي بن مدرك عن جده الأسود بن قيس قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين رضي الله تعالى عنه ستة أشهر نرى فيها كالدم .
صفحه ۲۳