كيفية الإخلاص
وهنا من الممكن أن يقول أحدهم: والله إن هذا الكلام سهل، لكن التطبيق صعب بل عسير، فأقول له: صدقت، فهو شيء صعب فعلًا، وأحد التابعين كان يقول: ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي.
أي: أكثر شيء صعب عليَّ النية والإخلاص، لكن لا بد أن تكون هناك طريقة لزرع الإخلاص، فالله ﷾ لم يطلب منا شيئًا إلا وهو يعلم أنا نقدر على فعله، فمن الممكن أن يقول شخص: قل لي طريقة عملية إذا فعلتها زرعت الإخلاص في قلبي، سأقول له: أعط لله قدره تخلص له، فأبرز هذه العبارة واجعلها دائمًا صورة في خيالك، لأننا إذا عرفنا قدر الله ﷿ فليس من الممكن أن نشتغل بغيره، يقول الله ﷾: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر:٦٧] فهذا المرض: أن الناس لم يعطوا لله ﷿ قدره، ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر:٦٧]، وهذه بعض علامات قدرة الله ﷿، وهذا الذي يمكن أن نفعله: تعظيم وتقدير وإجلال لله ﷿، ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر:٦٧] فالذين لم يعطوا لله ﷿ قدره فقد أشركوا معه، لأن الشرك لا يأتي إلا عندما لا يعطي العبد لله ﷿ قدره، لكن عندما عرف الصحابة هذا القدر لله ﷿ أخلصوا في أعمالهم، ولذلك علموا أن مَنْ يعطي لله قدره ويعمل لإرضاء غيره أنه نوع من السفه والحماقة.
4 / 7