فإذا كانا معروفين في دينهما بالتحرج من الزور والظلم، استشهدا على الوصية وغيرهما إذا لم يظفر بمسلم فإن عثر وهو ظهر على أنهما آثمان وأنهما ليسا بصادقين فيما عليه، يشهدان حبسا بعد صلاة من الصلوات وحبسهما وقفهما فأقسما في وقت مما ذكر الله من الأوقات، وإن ارتبتم هو ظننتم أنهما كذبا فزادا أو نقصا فليحلفان بالله لا نشتري بشهادتنا وقولنا ثمنا، ولا نشهد بغير الحق لأحد ولو كان ذا قربى ولإن فعلنا فكتمنا شهادتنا إنا إذا لمن الآثمين، يريد إنا إذا لمن الظالمين، وفيما في الشهادة من الظلم بالإخفاء لهم في الكتم ما يقول الله سبحانه: ومن يكتمها فإنه آثم قلبه فإن إستحقا أنهما كاذبان حلف من المظلومين آخران.
مما سئل عنه الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
سألت يرحمك الله عن قول الله سبحانه فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري، فقال: فتنهم في بلوى الله لهم من بعد موسى بما كان من العمل فيهم، وإضلال السامري لهم فهو بدعائه إياهم إلى ما قالوا به من العجل أن يقولوا هذا الهكم وإله موسى، وبما ألقى من القبضة التي أخذها من أثر الرسول فنبذها في جوف العجل فخار فكان لهم في ذلك من الفتنة ما كان، وكان قولهم في ذلك، ولما رأوا منه في العجل، إنما قالوا: لما سمعوا صوت خواره ضلوا به كما ضلوا أن قالوا فيه بما قالوا.
وسألت: عن قول الله سبحانه: وما أنزل على الملكين ببابل إلى قولهم: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، فقال: الإذن من الله في هذا الموضع هو التخلية والاستطاعة التي جعلها الله في السامري والتقوية، وليس بإذن من الله ولا رضى.
صفحه ۴۶