وكيف تدعوا رسله العباد إلى خلاف ما شاؤ أراد الله أحكم أمر ا، وأجل قدرا من أن يكون في ذلك كما قال: من خاب وافترى، وكذلك ما قال شعيب صلوات الله عليه، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله فقال إلا أن يشاء ولم يقل أن قد شاء، بل وكد بقوله فيه، ومعناه أن لن يريده الله أبدا، ولن يشاء ولكنه أخبر عن قدرته على كل ما شاء في بريته، ومثل هذا من التنزيل سوى قوله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ولن يشاء أن يغفر لمن وعده من أهل الكبائر بالنار، ولما فيه من إخلاف الوعد وإكذاب الأخبار التي منها، ومن يخلف الله وعده، وذلك يوم الوعيد.
ومنها قوله: ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، وقوله جل ثناؤه لرسوله صلى الله عليه وعلى آله في منزل الكتاب اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب، ومثل ذلك قول عيسى صلوات الله عليه: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم، وقول إبراهيم صلى الله عليه: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، وكل ذلك منهم فإنما هو خبر عما لله من القدرة على ما يشاء من العذاب والمغفرة.
وسألته: عن قول الله سبحانه: فلما أتاهما صالحا جعلا له شركا فيما أتاهما، فهو ما وهب لهما من ولدهما وأعطاهما جعلا فيما أحسب بين الله وبينهما فعبدا لله ولحرث الحرث، وقد يذكر في التوراة أنهما سمياه عبد الحرث، وقالوا: إن الحارث هو إبليس فيما أحسب وهم وهمته اليهود في التفسير، فقالت فيه بالتلبيس، وأدخلوا مكان ما جعلاه له من الحرث عبد الحارث فجعلوه عبدا لما جعلاه ولم يفرقوا فيه بين الحرث والحارث.
صفحه ۳۱