وسألته: عن المحاربة لله ولرسوله والسعي بالفساد في الأرض، ومعنا ما ذكر الله في الآية من المحاربة والفساد، وما أمر به فيه من القتل والصلب والقطع أو النفي من البلاد فهو الإجلاب والحثة والذهاب والاستدعا على الحق والمحقين والمخالفة على الأربابالمتقين والتحييل والحسد للمبطلين إليهم، والقول بالزور والبهتان عليهم في سفك دمائهم والتماس ضرابهم ومجاهدة أولياء الله فيهم بالمحاربة وإجماعهم عليهم بالأذا والمناصبة فمن بلغ هذا من المبطلين وصار إليه كان حكم الله جل ثناؤه عليه وجزاؤه له على ما هو من ذلك فيه أن يقتل أو يصلب أو يقطع أو ينفا من الأرض والبلاد التي سعى فيها على الله ورسوله والمحقين بما ذكره الله من الفساد، وليس ما في أيدي هذه العامة من تفسير هذه الآية المحكمة عن ابن شهاب الزهري وأضرابه ولا من كان من لفيفه وأصحابه الذين كانوا لا يعدلون بطاعة بني أمية وما أشركوهم فيه من دنياهم الدنية، فلم ينالوا مع ما سلم لهم منها ما حاطوا به ودفعوا به عنها من تلبيس لتنزيل أو تحريف لتأويل، وابن شهاب لما كان كثرة وفادته إليهم معروف، وبما كان له من كثرة الضياع وكثرة الغلة بهم موصوف.
وقلت: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ما تأويلها، وتأويلها استمتع الله بك وبنعمته عندك هو تنزيلها، وذلك أن من حكم بأحكام التنزيل بخلاف حكمه فهو غير شك من الكافرين به لأن من أحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله بعد الإحاطة بعلمه فهو من الكافرين بالله في حكمه لأنه منكر في حكمه لأنه منكر من حكم الله فيه لما أنكر ومن أنكر من أحكام الله تنزيله حكما فقد كفر، ولله أحكام هي ليس في تنزيل في تحريم من الله، وتحليل ولكنها من أحكام التأويل حكم بتنفيذها والحكم بها فمن لم ينفذها ويضم إذا أمكنه يتنفيذها فهو من الظالمين، وفي تعطيلها من الفاسقين.
صفحه ۲۶