وقال أيضا
كمسترق اللحاظ إلى عروس
وعند سواه تضطرب الحجول
" وحكى " الصولي عن المكتفى في حديث له قال سهرت البارحة فذكرت بعض أدوية السهر فانست فنمت قال فقلنا له والله ما سمعنا بأحسن من هذه الكناية قط فقال والله ما سمعتها قبل وقتي هذا وانما ساقها اللفظ ودواء السهر كناية عن النكاح وعن السكر " وبلغني " عن ابن عمر القاضي انه كان لا يجلس للخصوم حتى ينال من الطعام والشراب ويلم بأهله احتياطا على دينه وتعففا بالحلال عما عساه تتوق نفسه اليه من الحرام إذا بدرت منه لحظة لمن عساها تتحاكم اليه من النساء الحسان " فقرأت " لابي اسحاق الصابي فصلا في هذا المعنى بعينه من كتاب عهد سلطاني لبعض القضاة تعجبت من حسن عبارته ولطف كنايته وهو وأمره أن يجلس للخصوم وقد نال من المطعم والمشرب طرفا يقف به عند أول الكفاية ولا يبلغ به إلى آخر النهاية وان يعرض نفسه على أسباب الحاجة كلها وعوارض البشرية بأسرها لئلا يلم به ملم أو يطيف به طائف فيحيلان عن رشده ويحولان بينه وبين سدده.. وهذه نسخة رقعة للصاحب في المداعبة تشتمل على كنايات حسنة من هذا الباب خبر سيدي أدام الله عزه وان كتمه مني واستأثر به دوني مصون عندي وقد عرفت ذلك في شربه وانسه وغناء الضيف الطارق وعرسه وكان ما كان مما لست أذكره وجري فأجرى مما لست أنشره وأقول ان سيدي امتطي الاشهب فكيف وجد ظهره وركب الطيار فكيف شاهد حربه وهل سلم على حزونة الطريق وكيف تصرف أفي سعة أم ضيق وهل أفرد بالحج وقال في الجملة بالكره ليتفضل بتعريفي الخبر فما ينفعه الانكار ولا يغني عنه الا الاقرار وأرجو أن يساعدنا الشيخ أبو مرة كما ساعده مرة فنصلى للقبلة التي صلى ونتمكن من الدرجة التي خطب عليها هذا وله فضل السبق إلى ذلك الميدان الكثير الفرسان " ومما يليق " بهذا الفصل فصل ذكره الازهري في كتب تهذيب اللغة فقال إذا أتى الرجل المرأة في غير مأتاها قيل حمض تحميضا تحول من مكان إلى مكان - والخلة - ما كان حلوا - والحمض - فاكهتها يقال أحمض القوم احماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث والفكاهة " ويروى " عن سعيد بن سيار انه قال لابن عمر ما تقول في التحميض قال وما التحميض قال أن يأتي الرجل المرأة في دبرها قال أو يفعل ذلك مسلم " وقال " غير الازهري من الكناية عن الجارية المشهية لذلك قولهم هي مالكية لما روى عن مالك بن أنس من إباحة ذلك " ومما " يستظرف لابي اسحق الصابي قوله
باتت وكل مصون
لي من حماها مباح
في ليلة لم يعبها
والله الا الصباح
" فصل في افتضاض العذرة "
من طريف الكناية عن أخذ العذرة ما قرأته في أخبار بشار بن برد حين قال يزيد بن منصور في دار المهدي يا شيخ ما صناعتك قال ثقب اللؤلؤ وأرى الصاحب أخذ من قوله لابي العلاء الاسدي وقد دخل بأهله من أبيات
وقد مضي يومان من شهرنا
فقل لنا هل ثقب الدر
وله يقول أيضا
قلبي على الجمرة يا با العلا
فهل فتحت الموضع المقفلا
وهل فككت الكيس عن ختمه
وهل كحلت الناظر الاحولا
ولابن العميد في هذا المعنى إلى ابي الحسن بن هندو
انعم أبا حسن صباحا
وازدد بزوجتك ارتياحا
قد رضت طرفك خاليا
فهل استلفت له جماحا
وطرقت منغلقا فهل
سني الاله له انفتاحا
وأنشدني أبو الفضل الميكالي لنفسه في مداعبة كانت له بين أهله
أبا جعفر هل فضضت الصدف
وهل اذ رميت أصبت الهدف
وهل جبت ليلا بلا حشمة
لهول السرى سدفا في سدف
وأظن السابق إلي وصف الافضاض حماد عجرد حيث قال وأحسن
قد فتحنا الحصن بعد امتناع
بمبيح فاتح للقلاع
ظفرت كفى بتفريق شمل
جاءنا تفريقه باجتماع
فاذا شعبي وشعب حبيبي
انما يلتام بعد انصداع
وليس بالبارد قول اليعقوبي
وهمتي مذ كنت في حل التكك
ولم يزل يعجبني ثقب الفلك
وقول أبي عبد الله بن الحجاج
جميع ملكي صدقه
لاكسرن الفستقه
لابد ان اطعن بال
رمح صميم الدرقه
صفحه ۶۲