امن تشكيك إبليس لهم في الحواس وإدخال الغلط عليهم فيها وهي التي ايستند إليها أهل النظر في صحة أداتهم ، فلما أظهر لهم إبليس الغلط في ذك قالوا ما ثم علم أصلا يوثق به. فإن قيل لهم فهذا علم بأنه ما ثم علم فما امستندكم وأنتم غير قائلين به؟ قالوا: وكذلك نقول إن قولنا هذا ليس بعلم الهو من جملة الأغاليط. قال الشيخ رحمه الله تعالى : وهذا من جملة ما أأخل عليهم إبليس من الشبه وأما نحن فقد حفظنا الله من ذلك فلم نجعل الحس غلطا جملة واحدة وإنما الحاكم على الحس هو الذي يغلط كصاحب المرة الصفراء يجد طعم العسل موا وليس هو بمر في نفسه بدليل ذوق غير العسل ووجدانه الحلاوة ولو أن صاحب المرة أصاب لعرف العلة فلم يحكم اعلى السكر بالمرارة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وأن القاضي على الحس يخطىء ويصيب. وذكر الشيخ ذلك أيضا في الباب الرابع والثلاثين فراجعه.
وقال في قوله تعالى: (ثم لآتينهر من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمنهم وعن اايليهم * [الأعراف: 17] إنما لم يذكر العلو والسفل لأن هذه الجهات الأربع المذكورة هي التي يأتي الشيطان منها إلى الإنسان فإن جاءك من بين يديك فاطرده بالكشف والبرهان غير ذلك لا يكون وإن جاءك من خلفك فاطرده ابالصدق وترك الشهوات وإن جاءك من يمينك الذي هو الجهة الموصوفة بالقوة ليضعف يقينك وإيمانك بإلقاء الشبه في أدلتك فكن موسوي المقام ووتذكر قصته مع السحرة حتى أمنوا وإن جاءك من جهة الشمال فاطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة أو المشركين كما أن اليمين للضعف اوالأمام للتشكيك في الحواس، ومن هنا دخل اللبس على السوفسطائية كما ممر وسيأتي بسطه قريبا.
ووقال في الباب السابع عشر: ليس في نظر الله تعالى للوجود زمان لا اماض ولا مستقبل بل الأمور كلها معلومة عنده في مراتبها بتعداد صورها فيها ومراتبها لا توصف بالتناهي ولا بالحصر هكذا إدراك الحق للعالم ولجميع الممكنات في حال عدمها ووجودها، فتنوعت الأحوال في خيالها لا في علمها، فاستفادت من كشفها لذلك علمأ لم يكن عندها لا حالة لم يكن
صفحه نامشخص