ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، والله يقول:
وقولوا للناس حسنا .
قال أمين: هذه فكرة رائعة.
وقال منصور: ومن يدري؟ لعلها تبدأ معنا في المدرسة ثم تظل تجمعنا إلى آخر العمر. - وستكون كذلك إن شاء الله.
وقال آخر لمنصور: مد يدك.
فمدها. - ومدوا أيديكم إلى يده. اقرءوا الفاتحة على هذا الميثاق. توكلنا على الله.
3
حين مرض الحاج عبد الهادي مرض الشيخوخة كان راضيا غاية الرضا؛ فقد كان منصور قد انتظم في كلية الحقوق في ذلك العام، وهو في العشرين من عمره.
ولم يطل المرض بالحاج عبد الهادي؛ فقد اختاره الله إلى جواره دون أن يشقى بمرض طويل؛ فما هو إلا أسبوع واحد نام فيه ثم انتقل إلى الباقية راضيا مرضيا.
وقد حزن منصور لموت جده الذي لم يعرف له أبا سواه، والحزين لا منطق له؛ فليس يعنيه أن الحاج عبد الهادي كان قد تجاوز الثمانين، وأن كل حي إلى فراق. واستمسك منصور بإيمانه العميق، وشارك منصور في حزنه عبد الوارث الذي كان يرى في عبد الهادي أباه هو أيضا، وقد استطاع انشغاله بشئون المأتم أن يلهيه عن أحزانه بعض الشيء.
صفحه نامشخص