خواطر الخيال وإملاء الوجدان
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
ژانرها
وقد وصف الشاعر اليوناني القديم «أوريبيد» في إحدى رواياته المحزنة الفن الذي يجعل الآلهة تتكلم رغما عنها بواسطة عزائم معينة، وهو عبارة عن السحر في الأزمان التي وجدت فيها الآلهة الميتولوجية، وهذا الفن كان يقهر هذه الآلهة حينما يكون مضادا لإرادتهم الدينية.
نرى أن كتاب النصرانية يميزون بين المعجزات الحقيقية التي تحدث بفضل الدين وبين مثيلاتها التي تنال بالتعزيم، ولو أنهم يحرمون الأخيرة لكنهم يعتقدون بجواز حصولها.
وللسحر مذهبان: أحدهما يدوي يتركب من أشكال هندسية وصور وإحراق أشياء مختلفة كالبخور وغيره، والثاني شفهي.
يستدعي المذهب اليدوي الصناعة، فهو إذن متأخر عن الشفهي؛ لأن الصوت آلة جعلتها الطبيعية طوع الإنسان، ولا يستلزم استخدامها شيئا سوى الغريزة، وهذا مما يثبت أن المذهب الشفهي أقدم من اليدوي.
ابتدءوا في السحر الشفهي بالغناء ومرت صيغه بوجوه التطورات الآتية: لحنوها ثم رووها ثم كتبوها وحملوها في بعض الأحوال كالتمائم.
وقد اعتبر الصوت أشد تأثيرا ونفوذا من أشربة العشق حتى في الزمن الذي انتشر وتقدم فيه السحر اليدوي، وقد عرف الناس واشتهر بينهم أن المذهب اليدوي كان دائما في حاجة للاستعانة بالصيغ الشفهية.
الغناء السحري
يوصف الغناء السحري عند القدماء بالمسائل الآتية: (1)
نظامه الذاتي: فهو متقدم عن كل القوانين الموسيقية المنتظمة، وخاضع لقوانين عامة هامة في مادة السحر ألا وهي التقليد، والغناء السحري بعيد عن أن يطرق فن الجمال؛ لأنه لم يعمل للسماع، بل هو موجه لفرد واحد غير مرئي، يتأثر لأقل شيء من الأعمال السحرية، ويغني الساحر للروح وحده الذي يريد أن يهيمن عليه.
لا نجد في الغناء السحري ما نسميه بالنظريات الموسيقية، ولكنه مزود بجميع ما يلزمه وينشئ كيانه من أصول فن السحر. (2)
صفحه نامشخص