الجواب: نعم هي هو بمعنى أنها ليست شيئا غيره حالا به ولا مقترنا به، ولا لازم معنى قائم به تعالى يقتضيها، وهي ذاته، فهو عالم بالذات، قادر بالذات وهكذا ... بمعنى أن ذاته كاف في وجود العلم والقدرة وهكذا ... لا عالم بعلم زائد عن الذات، ولا قادر بقدرة زائدة على الذات، ولا عالم بمعنى منه يقتضي علمه، ولا قادر بمعنى فيه يقتضي علمه تعالى ربنا عن أن يكون ظرفا أو حالا أو مشاركا في القدم أو جسما أو عرضا أو مضطرا أو مطبوعا فإن الطبع يحتاج إلى طابع، وكذا المضطر إلى موجد فيتسلسل أو يدور وكلاهما محال. ومع قدم صفاته تعالى وكونها إياه وكونها لا أول لها ضرورة أنها هو، وهو لا أول له، نقول: إنها اختيارية لا طبع ولا ضرورة فيها. وهكذا يجب أن <1/ 36> يعتقد ولو كان لا يفهمه العقل؛ لأن العقل يفهم أن الاختياري حادث، وما هنا ليس كذلك، وليس ذلك بأشد من كونه موجودا بلا محدث ولو كان وجوده بالقدم معقول الحجة ضرورة أن الشيء لا يوجد نفسه؛ لأن العدم لا فعل له ولو أوجده موجد لاحتاج موجده إلى موجد فيتسلسل أو يدور وكلاهما محال، وهذا مفهوم، إلا أن العقل لا يدرك لذلك مشبه كيفية يتوصل بها. ولو قال قائل : صفاته لا ضرورية ولا اختيارية لجاز كما نقول، لا يجوز أن نقول: هو قادر على اتخاذ الصاحبة لأن جواز الشيء وصف به بالقوة، وحاشاه أن يكون منه ذلك الجنس، ولا جنس له تعالى، ولا في قادر؛ لأنه صفة عجز.
صفحه ۳۴