Kashf al-Zuyuf
كواشف زيوف
ناشر
دار القلم
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
أما الموحدون الذين يؤمنون بأن عيسى عبد الله ورسوله فقد انضموا إلى "أريوس" وأطلق عليهم اسم "أريوسيين" أو "أريسيين".
وظل أريوس مخالفًا معارضًا بعنف قرارات المجمع المسكوني القائلة بألوهية المسيح وبعقيدة التثليث، وبأن عيسى ابن الله، ومعلنًا بشرية المسيح، وبأنه ابن الإنسان، ومجاهرًا بأن الله واحد لا شريك له، وبأنه منزّه عن الحلول بأحد.
وصمود "أريوس" على العقيدة الصحيحة زعزع مركز الإمبراطور وأقلقه، ولذلك دعا إلى عقد المجمع المسكوني الثاني، واقتصر هذا المجلس على القائلين بالتثليث، ليناقشوا "أريوس".
إلا أن هذا المؤمن الموحد صمد صمود الأبطال، فحكموا عليه بالكفر والنفي، وأخذوا ينكلون بمن كان يقول بقوله، ويحرفون أناجيلهم وكنائسهم، حتى أرغموا الناس على التظاهر بقبول العقيدة الكاثوليكية.
آراء المؤرخين والمفكرين الغربيين فيما انتهت إليه النصرانية:
١- يقول الأمريكي "درابر" كما جاء في كتاب "تاريخ الصراع بين الدين والعلم":
"دخلت الوثنية والشرك في النصرانية، بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية في الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين، ولم يخلصوا له يومًا من الأيام، وكذلك كان قسطنطين، فقد قضى عمره في الظلم والفجور، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية إلا قليلًا في آخر عمره سنة (٣٣٧م) .
إن الجماعة النصرانية وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك، ولكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية وتقتلع
1 / 34