Kashf al-Zuyuf
كواشف زيوف
ناشر
دار القلم
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾
فسنن الله الثابتة لا تبديل لها بسنن غيرها، ولا تبديل لها باستثناءات عارضة، ولا تحويل لها عن مجاريها، وطرقها، وغاياتها. ومن هذه السنن الثابتة أن لا يحيق المكر السيءُ إلا بأهله.
٣- وفي معرض بيان إحدى سنن الله التشريعية، قال الله تعالى في سورة (الأحزاب/٣٣ مصحف/٩٠ نزول) تهديدًا للمنافقين ومرضى القلوب والمرجفين:
﴿لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾
فمن سنن الله التشريعية تسليط الله رسله والمؤمنين، على المنافقين ومرضى القلوب بما دون النفاق والمرجفين، إذا لم ينتهوا عن مكايدهم، ومكرهم بالإسلام والمسلمين، ويكون هذا التسليط بطردهم من المجتمع الإسلامي أينما وجدوا، وبأخذهم بذنوبهم وتقتيلهم تقتيلًا انتقاميًا شنيعًا مستأصلًا لهم.
وهذه السنة التشريعية من سنن الله الثابتة، فقد سبقت في الذين خلوا من قبل، وهي سنة باقية لا تبديل لها ﴿ولن تجد لسنة الله تبديلًا﴾ .
ولكن لم تدع الدواعي في عصر الرسول لهذا التسليط الانتقامي.
٤- وفي معرض بيان سنة الله التشريعية في الأحكام التي يخص بها أنبياءه، قال الله تعالى في سورة (الأحزاب/٣٣ مصحف/٩٠ نزول):
﴿مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ .
فمن سنن الله التشريعية أن يخص أنبياءه بأحكام تشريعية، فهم
1 / 147