131

Kashf al-Zuyuf

كواشف زيوف

ناشر

دار القلم

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

محل انتشار

دمشق

ژانرها

التعصب كالفرق الذي بين الحق والباطل، وكالفرق الذي بين الإيمان بالحق والإيمان بالباطل. هل يُقبل في عقل أي عاقل أن نتهم الإنسان بالتعصب إذا قال: الثلاثة ثلاثة، ولا تكون واحدًا بحالٍ من الأحوال، ولم يتسامح مع الذين يقولون: الثلاثة واحد. أو إذا قال: أنا إنسان ولست قردًا، ولم يساير الذين يصرون على أن يجعلوه قردًا. إن الإنسان لا يملك مطلقًا أن يساوم على الحق الجلي، حتى يعتبر وقوفه عنده تعصبًا، وإن قضايا الحق الظاهر لا تقبل إلا التمسك بها، وليس هذا التمسك تعصبًا بحالٍ من الأحوال. لكن المغالطين يوهمون أن التمسك بالحق هو من باب التعصب، تضليلًا، وعبثًا بمفاهيم الألفاظ، ويقع بهذه المغالطة فريق من الناس، فيتركون الاستمساك بالحق، خوفًا من أن يتهموا بأنهم متعصبون. المثال الثاني: ومن أمثلة هذه المغالطة إطلاق لفظ الحقيقة العلمية على النظرية، أو على الفرضية، وإطلاق لفظ النظرية على الفرضية، والتلاعب بحدود هذه المصطلحات في ميدان المعرفة. إن الإدراك الذهني للمعارف الفكرية له مستويات، ولكل مستوىً منها مصطلح خاص به. ١- فالرؤية الفكرية التي تكون بمثابة رؤية العين للأشباح في الظلمات، يطلق عليها كلمة (وهم) والرؤى الفكرية التي هي من هذا القبيل هي أوهام. ٢- والرؤية الفكرية التي تكون بمثابة رؤية الناظر في الضباب الكثيف، والتي لا تسمح له بأن يرفض، ولا تسمح له بأن يثبت، والأمران بالنسبة إليه على حدٍ سواء، واحتمال الإثبات مساوٍ لاحتمال النفي، هذه الرؤية يطلق عليها في اصطلاح الإسلاميين كلمة (شك) . ويطلق عليها في اصطلاح المعارف المعاصرة كلمة (فرضية، أو افتراض) .

1 / 142