130

کنز الکتاب ومنتخب الادب

كنز الكتاب ومنتخب الآداب (السفر الأول من النسخة الكبرى)

پژوهشگر

حياة قارة

ناشر

المجمع الثقافي

محل انتشار

أبو ظبي

ژانرها

كوكب سمائه فأعْشى، وشاهدنا به البلاغةَ والرئيس المتعاطي للفصاحة مرؤوسًا، وتَحَقّقْنا أنَّكَ علم العلم وشهابُ لم يَزَل يجري قصبُ السبق في مَيَادينه، ويهدي الفصَّ من رياحينه. وفي المعنى أيصًا: وقَفْتُ على ما أتْحَفَني سيدي من نظْمه البديع، وخَطِّه المزري بزَهر الربيع، موشحًا بِغُرر ألْفاظِه التي لو أُعيرتْ حِلْيَتُها، لَعُطِّلْتْ قلائدُ النُّحُور، وأبْكار معانيه التي لو قُسِمَتْ حلاوَتُها، لأعذَبَتْ موارد البُحور. فَسَرَّحْتُ طَرْفي في رياض جادتها سحائبُ العلم والحكم، وهبَّ علينا نسيم الفضل والكرم، وابْتَسَمت عنها ثُغُورُ المعالي والهمم. فلم أدرِ، وقد حيرتْني أصنافُها، وبَهَرَتْني نُعوتها وأوصافها، حتى كستْني اهتزازًا وإعجابًا. وأنشأت بيني وبين التماسك سترًا وحجابًا. أَدَهَتني بها نشوة راحٍ؟ أم ازْدَهتني لها نخْوَةُ ارتياح، وانتظم عندي منها عقد ثناء وقريض؟ أم قَرَعَ سمعي غناء معبد وغريض فياله من كتاب حوى رُتْبة الإعْجازِ والإبْداع، وأصبحَ نُزْهة القلوب والأبْصار والأسْماع، فما منْ جارحة إلا تود لو كانت أُذْنًا تَلْتَقِطُ دُرره وجواهره، أوعينًا تجْتَلي وتجتني مناظره، أوْ لسانًا يدْرُسُ محاسنه ومفاخره. وفي المعنى أيضًا: كتاب كريْعان الشباب، وكلام كجريال المُدامِ، وخَطٌّ في رُقْعَتِه كزهر الربيع ووشم في صحيفة كدر النُّحور رُقِّقَ في نِظامه. روضٌ جاده من العَلْم

1 / 198