کامل منیر (جلد اول)
الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)
ژانرها
قال الإمام مجد الدين عليه السلام: وإن أردتم الصحبة الشرعية التي تقتضي التجليل والتعظيم، والتبجيل والتكريم، المحمود أهلها في الكتاب الكريم، وسنة الرسول العظيم، فلا ولا كرامة لا تطلق إلا لمستحقيها، الثابتين على الدين القويم، اللازمين لهدي الرسول الأمين وصراطه المستقيم، الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، ولم يبدلوا ولم يغيروا، حتى أتى الله كل منهم على قلب سليم، ولا ريب أن لصحابة سيد المرسلين صلوات الله عليهم وعلى الطاهرين من آلهم، منزلة عظمى ومرتبة كبرى، ولكن ذلك لمن خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى ولم يستبدل الآخرة بالأولى {فأما من طغى * وءاثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى}[النازعات/36-39]، بل ذنبه أعظم، وجرمه أطم، لمشاهدته لأنوار النبوة، وكفرانه لعظيم ما أنعم الله به عليه، كما أخبر الله تعالى في نساء نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى كل حال فكل فضيلة لا تتم إلا بالسلامة من موجبات سخط ذي الجلال، ومحبطات صالح الأعمال، وقد قرعت سمعك النصوص المعلومة على العموم، والخصوص، وما بعد كلام الله أحكم الحاكمين وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أصدق القائلين ما قال.
قال والدنا الإمام الهادي إلى الحق المبين عز الدين بن الحسين بن أمير المؤمنين عليهم السلام في (المعراج) في سياق كلام أجاب به على صاحب البهجة العامري، وأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرف ورفعة، ولكن لم يثبت أنها تبيح المحرمات، ولا تكفر الذنوب الموبقات، بل العقل والنقل يقضيان بعكس ذلك.
صفحه ۳۰