الکامل فی اللغة والأدب
الكامل في للغة والأدب
پژوهشگر
محمد أبو الفضل إبراهيم
ناشر
دار الفكر العربي
شماره نسخه
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
سال انتشار
١٩٩٧ م
محل انتشار
القاهرة
سجنه وهرب، فكتب إليه: لو علمت أنك تبقى ما فعلت، ولكنك مسموم، ولم أكن لأضع يدي في يد إبن عاتكه١. فقال عمر: اللهم إنه قد هاضني فهضه. فهذا معناه.
وقوله: "فكلكم ورم أنفه"، يقول: امتلأ من ذلك غضبًا، وذكر أنفه دون السائر كما بقال: فلان شامخ بأنفه، يريد رافع، وهذا يكون من الغضب كما قال الشاعر:
ولا يهاج إذا ما أنفه ورما
أي لايكلم عند الغضب، ويقال للمائل برأسه كبرا: متشاوس، وثاني عطفه، وثاني جيده، إنما هذا كله من الكبرياء. قال الله ﷿: ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ٢: وقال الشامخ٣:
نبئت أن ربيعًا أن رعى إبلًا ... يهدي إلي خناه ثاني الجيد
وقوله: "أراك بارئًا يا خليفة رسول الله"٤ يكون من برئت من المرض وبرأت، كلاهما يقال: فمن قال برئت يقول: أبرأ٥ يافتى لا غير، ومن قال: برأت قال في المضارع: أبرأ وأبرؤ، يا فتى، مثل فرغ ويفرغ. والآية تقرأ على وجهين: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ ٦، الرحمن: ٣١، و﴿سَنَفْرُغُ﴾: والمصدر فيهما" البرء" يا فتى.
١ زيادات ر: "هو يزيد بن عبد الملك بن مروان، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، ولى الملك بعد عمر بن عبد العزيز، ولا يعلم أحد أعرق في الخلافة منه". ٢ سورة الحج٩. ٣ زيادات ر: "يهجو الربيع بن علياء السلمى". ٤ ر، س: "يا خليفة رسول الله ﷺ". ٥ ر، س: "قال". ٦ الرحمن ٣١.
عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر
ومما روي لنا عنه ﵁ حيث عهد عند موته وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به أبو بكر خليفة محمد رسول الله ﷺ: عند آخر عهده بالدنيا، وأول عهده بالآخرة، في الحال التي يؤمن فيها الكافر، ويتقي فيها الفاجر. إني استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن بر وعدل
1 / 13