الکامل فی اللغة والأدب

المبرد d. 285 AH
19

الکامل فی اللغة والأدب

الكامل في للغة والأدب

پژوهشگر

محمد أبو الفضل إبراهيم

ناشر

دار الفكر العربي

شماره نسخه

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سال انتشار

١٩٩٧ م

محل انتشار

القاهرة

يعير الفرزدق حين قيد فرسه، وأقسم ألايحلها حتى يحفظ القرآن، فلما هاجى جرير البعيث هجا الفرزدق١ جريرًا معونةً للبعيث، وذبا عن عشيرته، فقال جرير: ولما اتقى القين العراقي باسته ... فرغت إلى العبد المقيد في الحجل٢ معنى فرغت عمدت، قال الله ﷿: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ ٣ أي سنعمد٤. وقوله: "ورعثهما" الواحدة رعثة، وجمعها الجمع رعث وهي الشنوف. وقوله: "ثم انصرفوا موفورين" من الوفر، أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن ولا مال، يقال موفور، وفلان ذو وفر: أي ذو مال، ويكون موفورًا في بدنه إذا ذكر ما أصيب به غيره في بدنه، قال حاتم الطائي: وقد علم الأقوام لو أن حاتمًا ... أراد المال أمسى له وفر ويروى:" كان له وفر". وقوله: "لم يكلم أحد منهم كلمًا". ويقول: لم يخدش أحد منهم خدشًا، وكل جرح صغر أو كبر فهو كلم، قال جرير: تواصلت الأقوام من تكرمها قريش ... برد الخيل دامية الكلوم وقوله: "مات من دون هذا أسفًا"، يقول: تحسرًا، فهذا موضع ذا و"قد"٥ يكون الأسف الغضب، قال الله ﷿: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ ٦ والأسيف يكون الأجير ويكون الأسير فقد قيل في بيت الأعشى: أرى رجلا ًمنهم أسيفًا كأنما ... يضم إلى كشحيه كفًا مخضبا

١ من ر. ٢ زيادات ر: "يعني بقوله: "ولما اتقى القين العراقي باسته" البعيث، وسماه القين لأنه من رهط الفرزدق". ٣ سورة الرحمن ٢٤. ٤ زيادات ر: "تميم تقول: فرغ يفرغ [بفتح الراء فيهما] فراغا، وأهل العالية-وهم قريش ومن والاها- يقولون فرغ يفرغ [بالضم فيهما] فروغا". ٥ من ر. ٦ سورة الزخرف٥٥.

1 / 24