الکامل فی اللغة والأدب

المبرد d. 285 AH
110

الکامل فی اللغة والأدب

الكامل في للغة والأدب

پژوهشگر

محمد أبو الفضل إبراهيم

ناشر

دار الفكر العربي

شماره نسخه

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سال انتشار

١٩٩٧ م

محل انتشار

القاهرة

يقول للمرأة: عززتنى١ على شبهه. ويقال: أنجب الأولاد ولد الفارك. وذلك لأنها تبغض زوجها. فيسبقها بمائه. فيخرج الشبه إليه. فيخرج الولد مذكرًا. وكان بعض الحكماء يقول: إذا أردت أن تطلب ولد المرأة فأغضبها، ثم قع عليها. فإنك تسبقها بالماء، وكذلك ولد الفزعة، كما قال، كما قال أبو كبير الهذلي: من حملن به وهن عواقدٌ ... حبك النطاق فشب غير مهبل٢ حملت به في ليلة مزؤودةٍ ... كرهًا، وعقد نطاقها لم يحلل مزؤودة: ذات زؤدٍ، وهو الفزع، فمن نصب "مزؤودة "أراد المرأة. ومن خفض فإنه أراد الليلة، وجعل الليلة ذات فزع، لأنه يفزع فيها، قال الله ﷿: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ ٣ والمعنى: بل مكركم في الليل والنهار: وقال جرير: لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ... ونمت، وما ليل المطي بنائم وقال آخر: فنام ليلي وتجلى همي٤ وهذا الرجز ضد ما قال الآخر في ولده، فإنه أقر بأن امراته غلبته على شبهه، وذلك قوله: نمت وعرق الخال لا ينام يقول: عزتني أمه على الشبه، فذهبت به إلى أخواله. وقال آخر: لقد بعثت صاحبًا من العجم ... بين ذوي الأحلام والبيض اللملم ٥ كان أبوه غائبًا حتى فطم

١ عزرتنى: غلبتنى. ٢ الحبك: جمع حباك، وهو مايشد به النطاق، والنطاق، شقة تلبسها المرأة ترسل أعلاها إلى الركبة بعد شد وسطها بالحباك، وتدع الأسفل ينجر على الأرض. والمهبل: الكثير اللحم، أو المدعو عليه بالهبل وهو الثكل. ٣ سورة سبأ ٣٣. ٤ هو رؤبة وقبله: حارث قد فرجت عنى غمى ٥ ذو الأحلام: واحده حلم، وهو العقل. واللمم: جمع لمة، وهي ما ألم بالممنكب من شعر الرأس.

1 / 113