210

کلیله و دمنه

كليلة ودمنة

ناشر

المطبعة الأميرية ببولاق - القاهرة

ویراست

السابعة عشرة ١٣٥٥ هـ

سال انتشار

١٩٣٦ م

محل انتشار

١٩٣٧

ژانرها

بلاغت
فليس بحكيم ومن طلب الأمر الجسيم فأمكنه ذلك فأغفله فاته الأمر وهو خليق ألا تعود له الفرصة ثانية ومن وجد عدوه ضعيفًا ولم ينجز قتله ندم إذا استقوى ولم يقدر عليه قال الملك لوزير آخر: ما ترى أنت في هذا الغراب؟ قال: أرى ألا تقتله: فإن العدو الذليل الذي لا ناصر له أهلٌ لأن يستبقى ويرحم ويصفح عنه ولا سيما المستجير الخائف: فإنه أهلٌ لأن يؤمن.
قال ملك البوم لوزير آخر من وزائه: ما تقول في الغراب؟ قال: أرى أن تستبقيه وتحسن إليه: فإنه خليق أن ينصحك والعاقل يرى معادات بعض أعدائه بعضًا ظفرًا حسنًا ويرى أشتغال بعض أعدائه ببعض خلاصًا لنفسه منهم ونجاة كنجاة الناسك من اللص والشيطان حين اختلفا عليه قال الملك له: وكيف كان ذلك؟
قال الوزير: زعموا أن ناسكًا أصاب من رجل بقرة حلوبًا فانطلق بها يقودها إلى منزله، فعرض له لص أراد سرقتها

1 / 218