جيدا، ويمكنك أن تسلم يا ثراسيماخس أن الفن يسوس ويحكم، وأنه أقوى مما وضع لأجله. (وبصعوبة عظيمة سلم ثراسيماخس بهذه القضية.)
فلا علم يتوخى منفعة الأقوى أو يوجبها، بل يتوخى ويوجب منفعة الأضعف؛ المحكوم. (وبعدما أفرغ ثراسيماخس وسعه في المقاومة سلم، فاستأنفت على الأثر كلامي قائلا: أليس حقا أيضا أن لا طبيب كطبيب يوجب ما هو لمصلحته، بل كل الأطباء يسعون إلى ما فيه خير مرضاهم؟ لأننا اتفقنا أن الطبيب الحق هو حاكم الأجسام لا حاشد الأموال. ألم نتفق؟ فسلم أننا اتفقنا.)
وأن الربان - بحصر المعنى - هو رئيس الملاحين، لا أحدهم.
ث :
اتفقنا.
س :
فربان أو حاكم كهذا لا يطلب فائدته الشخصية ولا يوجبها، بل يطلب فائدة البحارة والمحكومين. (فأذعن ثراسيماخس مرغما.)
وهكذا يا ثراسيماخس كل أرباب الأحكام في مناصبهم لا يكترثون لمصالحهم الشخصية ولا يوجبونها، بل يكترثون لمصالح الرعية التي لأجلها يمارسون مهنتهم. وفي كل ما يقولون ويفعلون يصرفون النظر عن أنفسهم ، وعما هو مفيد وملائم لهم. (فلما بلغنا هذا الحد في البحث، ووضح للجميع أن تحديد العدالة هو عكس ما قال ثراسيماخس، قال عوضا عن الجواب):
ث :
أفلم تكن لك مرضع يا سقراط؟
صفحه نامشخص