جوها خندان خنده‌دار

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
50

جوها خندان خنده‌دار

جحا الضاحك المضحك

ژانرها

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون [البقرة: 14-15].

وما من آية ورد فيها ذكر السخرية إلا كان فيما تحتويه شعور قوم فارغين باجتهاد الأنبياء وندائهم في غير طائل على ما يبدو لأولئك الفارغين، ويتكرر هذا الضرب من السخرية في قصة نوح؛ لأنه من جهة ينذر ويحذر ويتوعد بالغضب المحيق، وهم من جهتهم وادعون غافلون يمرون به وهو جاهد في عمل الفلك فيتضاحكون:

ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم [هود: 38-39].

وكلا الجانبين - جانب نوح وجانب قومه - فيه أمان مع خوف يتناقضان، وفيه ثقة تناقض الثقة التي تقابلها، فكلاهما عنده سبب للسخرية بين هذين النقيضين.

في التوراة

وقد مر بنا استشهاد الفيلسوف العبري بالتوراة عن ضحك الإله ممن يغترون بقدرتهم ويعتزمون أمورا يجترئون عليها ثم يعجزون عنها.

وهذا الشاهد مأخوذ من المزمور الثاني الذي يقول ناظمه إنه يسمع دعوى المغرورين فيضحك لأنه أخبر منهم بما يريده الرب على عرشه، وهذا نص المزمور:

لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل؟

قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه، لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما.

الساكن في السماوات يضحك.

صفحه نامشخص