الجزء الثاني: أول ما يلقاك منه منبع نهر شوكر، من جبل الشاره. وهو الذي يمر على جزيرة سومر المشهورة بالحسن، وينصب في البحر بين بالونيه ودانيه. وعن قرب منه، منبع نهر سرقسطة الكبير، الذي يمر أولًا على جبل مطله (؟) ثم جنوبي سرقسطه، ثم على غربي طرطوشه، وينصب في البحر تحتها. وتقع مدينة تطيله في جنوبي جبل الشارة حيث الطول عشرون درجة ونصف، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمس وخمسون دقيقة. وتقع سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى، حيث الطول إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها مدينة لاردة قاصية ثغور الأندلس، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة وأربعون دقيقة. وهي على شرقي نهر ينزل في نهر سرقسطة، وفي شرقيها جبل البرت الفاصل بين جزيرة الأندلس وبين الأرض الكبيرة. ولما أحاطت البحار بالأندلس، ولم يبق إلا هذا المدخل ومسافته أربعة مراحل، سميت جزيرة. وفي هذا الجبل الأبواب التي حفرتها ملكة اليونان ليسهل دخولها إلى الأندلس. وفي وسط الجبل هيكل الزهرة الذي كان يعبده أهل تلك الجبال قبل النصرانية. وهو حيث الطول أربع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي طرف هذا الجبل مع بحر الزقاق، طرقون، وهي آخر مدن الأندلس الساحلية بشرقيها وجنوبيها. وموضوعها حيث الطول ثلاث وعشرون درجة وعشرون دقيقة، والعرض مع أول الإقليم السادس. وفي الطرف الشمالي من أقصى الأندلس، المقابل لطرف طرقونة على البحر المحيط، مدينة بيونة، وهي فرضة مملكة النبري ومنها تخرج القراقر. وموضوعها حيث الطول ثلاث وعشرون درجة وأربعون دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي غربيها خلف جبل الشارة، قاعدة النبري، وهي بنبلون، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة، وخمس عشرة دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي غربيها، في سمت العرض كستالية، وهي مدينة برغش، وهي دار صناعة السلاح المعمول في بلاد الفنش. وموضوعها حيث الطول في شمالي الجبل الكبير تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة. وخارج بلاد الأندلس، مدينة برشلونة قاعدة البرشلوني ملك الكطالين، وهو منتسب إلى جبلة بن اليهم، ملك غسان المنتصر في خلافة عمر بن الخطاب ﵁. وهي على بحر الزقاق حيث الطول أربع وعشرون درجة ونصف، والعرض اثنتان وأربعون درجة وثمان عشرة دقيقة. ولها مياه وبساتين، وكانت من فتوح المسلمين فاسترجعها المليون. وفي شرقيها قستليون وهي معقل القراصنة. وموضوعها حيث الطول خمس وعشرون درجة وسبع وعشرون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شمالي برشلونة، مدينة بردال، التي تنسب إليها السيوف البردالية. وهي حيث الطول خمس وعشرون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة، وهي على شرقي بحيرة حلوة ينصب فيها نهر وتنصب هي في البحر. وفي شرقي بردال مدينة طلوزة. ويقال إن لصاحبها الفرنجي، في الجبال التي في شماليه وشرقيه، نيف على ألف حصن، وهو قريب من صاحب فرنسة. وموضوعها حيث الطول سبع وعشرون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة. والنهر في جنوبيها تصعد منه المراكب في البحر المحيط بالقزدير والنحاس اللذان يجلبان من جزيرة انكلترة وجزيرة أيرلندة، ويحملان على الظهر إلى نربونة، ومنها يحملان في مراكب إلى الإسكندرية وتقع مدينة نربونة حيث الطول سبع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي جنوبيها بحيرة تتصل ببحر الزقاق وإليها انتهى موسى بن نصير في فتوح الأندلس ووجه الصنم في شرقيها، وفيه: يا بني إسماعيل، ارجعوا. وقيل إن ذلك وقع بحيلة من الجند ليرجع، فرجع، وبقيت نربونة أقصى ثغور المسلمين في شرق الأندلس حتى استرجعها الفرنج بالفتن. وفي شرقيها على أميال من جون، مدينة منبلير وهي مشهورة بالتجار الأغنياء. وموضوعها حيث الطول ثمان وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمسون دقيقة. وإلى الجنوب مدينة مرسيلية، وهي من فرض الفرنج المترددين على بلاد الإسلام.
1 / 57