الجزء الأول: أول ما يلقاك منه على البحر المحيط كنيسة الغراب المشهورة عند أهل البحر. وبينها وبين طرف العرف، الذي ذكر في آخر عرض الجزء الأول من الإقليم الخامس، سبعة أميال، والطول هنالك من سمت الجزائر الخالدات ست درجات. ومنها إلى حيث نهر أبو دانس، أربعون ميلًا. وعليه القصر المنسوب إليه، وكان لعباد الصليب عليه في عصرنا مع المسلمين حرب مشهورة، وكان آخر ثغور الإسلام بتلك الجهة، ومنه إلى مصب نهر لشبونه الكبير أربعون ميلًا. ومن البحر إلى لشبونه ثلاثون ميلًا، وهي على جانب النهر الجنوبي، حيث الطول سبع درجات غير دقائق، والعرض اثنتان وأربعون دقيقة، وأمامها في الشمال بحيرة مالحة، وفي غربيها أخرى. وذكر المسافرون أن عرض مصب النهر يتسع إلى أن يصير عشرة أميال. وفي شمالي هذا المصب على ثلاثين ميلًا، مدينة سنتره التي يوجد العشب كثيرًا في ساحلها، وهي كانت قاضية ثغور الإسلام على الساحل قل الفتنة العمياء. وفي شماليها طرف جبل الشاره الكبير الذي يقسم الأندلس صفين. وفي شماليه مدينة منتمنون (؟) من بلاد غليسية التي يخرج منها البركان، وهي عل شمالي نهر ينصب من الجبل المذكور في المحيط. وفي شمالي ذلك مصب نهر قلمرية، وعلى شماليه مدينة سملنكه المشهورة بأرض بورتقال، وهي آخر عرض الإقليم السادس، حيث الطول سبع درجات وعشرون دقيقة، والعرض خمس وأربعون درجة. وبينها وبين مدينة قلمرية قاعدة غليسية مرحلتان، وهي في شرقيها. وعلى شمالي النهر، وعلى جبل الشارة الممتد من شرق الأندلس إلى غربيها، حصون كثيرة معجمة، منها في هذا الجزء حصن المائدة الذي يقال أن مائدة سليمان ﵇ كانت محفوظة فيه. ومنه أخذها طارق بن زياد حين فتح طليطلة، وبينهما مرحلتان، والحصن في الشمال. وعلى جنوبي جبل الشارة مدينة قورية، وهي كانت ثغر المسلمين في مدة ملوك الطوائف. وموضوعها حيث الطول ثمان درجات وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة غير دقائق. وفي جنوبيها وجنوب نهر طليطلة، مدينة شونترين، حيث الطول ثمان درجات وعشر دقائق، والعرض اثنتان وأربعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. وفي سمتها في الشرق على جنوبي النهر، حصن قنطرة السيف، بينهما ثمانون ميلًا. وفي شرقي ذلك على شمالي النهر مدينة وليد، وهي من المدن الملاح التي يحلّ بها الفنش في أكثر أوقاته، وهي كثيرة البساتين، ولها ثلاثة أنهار غير النهر الكبير. وموضوعها حيث الطول إحدى عشرة درجة واثنتان وخمسون دقيقة والعرض ثلاث وأربعون درجة وثلاث دقائق. وفي شرقيها قاعدة الأندلس طليطله، حيث الطول خمس عشرة درجة ونصف، والعرض ثلاث وأربعون درجة وثمان عشرة دقيقة. وهي من أمنع البلاد على جبل عال، والنهر سمر بأكثرها، ونهرها ينزل من جبل الشارة عند حصن يقال له تاجه وبها يسمى. ودخل المسلمون جزيرة الأندلس وسلطانها من القوط يقال له رودريق وقاعدته طليطله، واسترجعها النصارى هي وجميع ما ذكر في هذا الجزء ويذكر، بعد ذهاب الدولة المروانية. وفي شرقي نهر تاجه، منبع نهر يانه، الذي يمر على بطليموس. وهو كبير يصعد فيه المد نحو ستين ميلًا في آخر عرض الإقليم السادس. وعلى نهر سنتره مدينة إبله، وهي مشهورة في الغزوات. وموضوعها حيث الطول ثلاث عشرة درجة غير تسع دقائق. وفي شرقي طليطلة مدينة الفرح، ويقال لنهرها وادي الحجارة. وهي حيث الطول سبع عشرة درجة غير دقائق، والعرض ثلاث وأربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي شرقيها مدينة سالم، قاعدة الثغر الأوسط. وهي حيث الطول ثمان عشرة درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة.
1 / 56