دائر بها في غير مكان واحد ضيق مثل سبتة. بها في غير مكان واحد ضيق مثل سبتة.
وموضوعها حيث الطول أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة. وفي شرقيها مدينة صفاقس وأمامها القصير الذي لا تدخله المراكب الكبار، وطوله من قبوديه إلى شرقي صفاقس نحو ثمانين ميلًا، وعند منتهاه في الشمال في البحر الكبير جزيرة قرقنّه التي يعمل فيها (..) الناعمة المفضلة وفيها زبيب أفضل من الجربي وهي للمسلمين، وتقع على ثلاثين ميلًا من صفاقس. وصفاقس تقع حيث الطول خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وستون دقيقة. وفي شرقيها وجنوبها مع آخر الجزء الثاني وآخر الإقليم الثالث مدينة قابس التي هي في إفريقية كدمشق في الشام، وينزل إليها نهران من الجبل في جنوبها يخترقان غوطتها وينبوع جداولها عليها. وقد اختصت من بلاد إفريقية بالموز، وفيها الرطب الكثير الطيب، وحب عزيز والحنا. وبينها وبين البحر ثلاثة أميال والمراكب المتوسطة تدخل نهرها. ويمتد منها الجبل الكبير مشرقًا ومغربًا وهو في جنوبيها فيضرب في جهتها بجبل دمّر وفي جهة قفصه بجبل الأوراس وفي جهة القيروان بجبل وسلات، وهو خصيب بجميع هذه الأماكن تجبى منه أموال السلطنة. وتقع مدينة القيروان في جنوبي هذا الجبل حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة والعرض إحدى وثلاثون درجة، وهي في الصحراء تصلح لجمال العرب، وكانت قاعدة إفريقية في أول الإسلام وهي الآن تابعة لتونس. ويتصل بجبل وسلات، جبال يسكنها أصناف من رعايا البربر، وفي جنوبيها الصحراء، وفي شماليها مجالات عوف من العرب ومجالات نفزوه وهواره من البربر. وبجهة باجه على خمسين ميلًا من تونس مجالات هديل، وهم فرسان محسبون في إفريقية. ثم يتصل بذلك جبل أوراس المشهور الذي كانت فيه الكاهنة، وسكانه أهل دعارة وعصيان لا يدخلون تحت طاعة سلطان لامتناع جبلهم العريض الطويل، ولما عندهم من الحيل والرجالة والأسلحة. وهو كثير الخيرات وأهله خوارج ومعظمهم من لواته، وهم خلق كثير داخلون في الرعية. وبين هذا الجبل ومدينة بونه مجالات للعرب. ومن حد قسنطينة إلى بجاية مجالات رياح، ومن غربي بجاية إلى تلمسان مجالات رحيبه، وهي متصلة بجبال ونشريش المتقدمة الذكر. وفي الجزء الأول جبل بني راشد، وهم من زناته، ولهم نتاج في الخيل معروف. وتتشعب في هذا الجزء جبال صنهاجة وزواوه وغيرهم مما يطول ذكره.
1 / 37