جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
ژانرها
يا مار سرجس لا أريد قتالا
وما زال ينحو هذا النحو، كلما انفتح له مجال، حتى نام عن السخر وتولى رعيه الأسد الأعمى، فأطلق لذاته العنان واستولى على الأمد.
سخر بشار من كل شيء، وفي كل شيء، سخر في المدح، وسخر في الرثاء، وسخر في الهجو، وسخر في الحديث وفي ... وفي ... فلم ينج من وخزاته المؤلمة وجراحاته الدامية إلا من لا يعرفه.
تهكم مر، وسخر مؤلم، لا الصداقة تقي، ولا الإحسان يعصم. غريب أمر هذا الضرير؛ فقد بذ البصراء في كل ميدان، اتخذ مما حوله مادة لصوره، ولم تتوار شخصيته في مجالات القريض جميعها، فهو في جده شخصي، وفي هزله شخصي، وفي مدحه ووقوفه على الأطلال شخصي، نفس عاتية متمردة، نفضت عنها رماد الماضي، وأضرمت نارا جديدة في هيكل الأدب.
ثم نام الجبار على أشواك تمرده نومة الأبد، راسما صورته للذرية في ثلاثة خطوط خالدة:
عميت جنينا والذكاء من العمى
فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للعلم رافدا
لقلب إذا ما ضيع الناس حصلا
وشعر كنور الروض لاءمت بينه
صفحه نامشخص