نسلکشی: زمین، نژاد و تاریخ
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
ژانرها
فهم يرون أن كل غير يهودي هو أجنبي، ويتعاملون معه بالربا الذي بارك به الرب علينا وحرمه فيما بينهم! ولأجل ذلك يقدسون التجارة التي تدر عليهم فوائدها الأرباح الهائلة من المال جراء استغلالهم حاجة الناس.
بينما يقضي الآري أياما وأسابيع وحتى أشهرا من العمل الشاق ليصنع آلة أو ليبني منزلا أو يزرع أرضا أو أي شيء له قيمة لدى الإنسان؛ ليحصل مقابل ذلك على المال بكده وتعبه، في حين يحصد اليهودي أضعاف ذلك المال بالربا والغش على من يوفرون له كل متطلبات الحياة .. نعم يا سادة!
إنهم كائنات طفيلية تعيش على ما يصنعه الآخرون، ويمكننا وصفهم بجماعة وضيعة موقعها عند حافة المجتمعات وفي الشقوق، إنهم كالإسفنجة التي يستخدمها الحاكم لامتصاص فائض القيمة من المجتمع ثم يعتصرها لحسابه، ورغم أن الإسفنجة مختلفة عن الكائن الطفيلي - إذ إن الكائن الطفيلي يمتص رزق الآخرين لحسابه، على حين أن الإسفنجة تمتصها لحساب الآخر - فإن الجماهير التي جرى امتصاص رزقها لم تر سوى الجزء الأول من عملية الامتصاص؛ فالإسفنجة والكائن الطفيلي يشتركان في أنهما دون أهمية بالنسبة للجسم الذي يعيشان عليه، بل إنهما يشكلان خطورة شديدة عليه ويهددان حياته؛ إذ يقول عالم البيولوجيا إروين باور: «إن كل مرب للماشية يعلم أنه إذا ذبح أفضل ما عنده من الحيوانات دون أن يتركها تتكاثر واستمر في تربية الأنواع الرديئة فإنه خاسر لا محال .. هذا الخطأ لا يرتكبه أي فلاح مع حيواناته وزراعته، نسمح به نحن فيما بيننا إلى حد كبير .. ولكي نستعيد إنسانيتنا اليوم لا بد أن ندرك أن الأنواع الرديئة من البشر ليس لها أن تتكاثر.»
كبس زر إطفاء الراديو وهو مذهول بما سمع، كانت أغلب الصحف تنشر مقالات كراهية من النوع المبتذل المليء بالسخافات والتهم المضحكة، لكن هنا على الراديو الدعاية النازية مختلفة تماما على الرغم من أنه يهودي؛ فقد اقتنع ببعض ما جاء في كلام المذيع، فكيف بالألمان أنفسهم؟
كانت قوة التأثير الذي تروجه الماكينة الدعائية في نشرها للأفكار النازية من خلال آلاف أجهزة الراديو التي تم توزيعها على المواطنين مما أدى إلى سرعة انتشار هذه الأفكار وترسيخها في عقول وأذهان الجيل الجديد على وجه الخصوص.
الفصل الرابع
قرية أنجرلك - تركيا 1895م
كانت الأدخنة الرمادية الباهتة تعرج إلى السماء من المداخن التي تعلو البيوت الحجرية، والديكة تتنافس في صياحها وهي تعتلي السور الخشبي الذي يحيط ببعض منازل القرية، والنساء في الحظائر يحلبن الشياه ويضعن الحليب في أوعية خاصة، والرعاة يتجهزون لسوق القطعان إلى المرعى، وفي أقصى القرية أربع عربات خشبية تجرها البغال تتجهز للرحيل إلى مدينة وان لبيع محاصيل مزارعي القرية من الخضار والفواكه والحليب.
مع بزوغ الشمس خلف التلة البعيدة انسلت أشعتها من خلال فتحات النافذة إلى فناء الغرفة. شعر أرتين وكأن لمسات يد دافئة توقظه من نومه في ذلك النهار الربيعي البارد، فارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة قبل أن يفك جفون عينيه، وتملكه شعور قوي بالبقاء هكذا دون أية حركة، مستمتعا بالدفئين .. دفء الشمس، ودفء السرير، لكنه فجأة بادر إلى سمعه صيحات نساء وبكاء أطفال أعقبتها إطلاقات نارية. هرع نحو بارودته المعلقة على جدار مضافة أبيه مختار القرية «تلمكيان» حملها ثم اعتلى سطح البيت من السلم الخشبي على عجل .. ألقى نظرة من إحدى الزوايا، فإذا هم عصابات الحيدرانلي التي لا تفتأ تهاجم القرية وتنهبها وتقتل من يعترضها منذ انتهاء الحرب بين روسيا والدولة العثمانية التي أدت هزيمة العثمانيين فيها إلى ضعف سلطة الحكومة على تلك المناطق، وانتشار العصابات وقطاع الطرق فيها.
صوب أرتين فوهة بارودته نحو أحد الخيالة المهاجمين وأطلق النار عليه فأصابه على كتفه اليمنى وأوقعه أرضا، وما إن اكتشفوا مكان أرتين حتى انهالت الإطلاقات النارية صوبه، استند إلى جدار السطح؛ ليتلافى الطلقات التي كانت ترتطم بالجدار وتتطاير من فوق رأسه، اقتربت الخيالة من منزل أرتين ليثأروا لصاحبهم، لكن طلقات بارودة غريغور المباغتة من الخلف جعلتهم يفرون هاربين خارج القرية.
صفحه نامشخص