229

جوهره منیر

الجوهرة المنيرة - 1

ژانرها

قال: وهممت أن أرسل إليه أن يخرج منها إلى بلاد الأقهوم وبلاد السود، عسى أن العجم يطمعون في تلك الأماكن ليمكن فيهم فرصة في المواضع التي لم يكن للخيل فيها عمل ويكون من ورائهم وهو من أمامهم قال: فعرفت أنه لا يساعدني بالإنهزام، وإن انهزم ظن من عنده من العجم ومن العرب الظنون، وكان الجميع علينا فرجعت عن ذلك واستخرت الله تعالى، وعزمت على قصد محطة ريمة، فكتبت إلى أهل المراتب المشرقية أن يجتمعوا إلى السيد محمد بن أحمد بن الإمام الحسن وإلى القاضي أحمد بن عامر ومن إليهم ويفتحون الحرب على ريمة وكتبت إلى المغارب من بني مطر وسنحان أن يجتمعوا إلينا.

قال: وخيلنا قليلة نحو الأربعين الفرس وخيل العجم كثيرة، فتوكلنا على الله وتقدمنا عليهم، وقد أوجهوا إلى جهات غيمان ونواحي المشرق كلهم ولا معهم كل الخوف من جهتنا لأجل الخيل وأنا لا نقدر على قتالها في القاع الواسع، فما شعروا إلا ونحن في أطرافهم، فانهزموا من جهة المشرق وعادوا لحربنا بقوة عزم وكثرة، فوقع أمر ليس بالهزل فلا زلنا وإياهم، وقد دخلت بنفسي مع العسكر وكنت إلى جانب جدار عنب وبنادقهم تطفي، وحضر وقت الصلاة، فنزلت مع ذلك الجدار للصلاة بالتيمم، وقد أرسلت للخيل تجتمع إلي، وكانت في طريق صنعاء فإنا خفنا المدد من صنعاء، فجعلنا الخيل طليعة لنا، فلما وصلت توكلنا على الله وحملنا فيهم عند غروب الشمس، فانهزموا إلى الحصن واستولينا على المحطة جميعا لم يبق لهم إلا ما على ظهورهم، وحمل الناس من الغنائم الواسعة، وكان القتل منهم ليس بالكثير لقرب الحصن منهم ولأن أصحابنا أهل الجانب الشرقي لم يحملوا من جهتهم لأنا لم نتمكن من أمرهم بالحملة معنا، فكان القتل منهم فوق المائة النفر، [100/أ] وكان معهم مدفعان صغيران كانوا ضرونا بهما وفتكوا بهما.

قال فوقعت عليهما بعد المغرب فناديت في العسكر أعينوني على طمعي، فاجتمع إلي جماعة وجررناهما إلى غيمان.

صفحه ۲۵۴