208

جوهره منیر

الجوهرة المنيرة - 1

ژانرها

قال: فحصل معي من الغم ما شاء الله وقلت: قد عزم الإمام على أن يتركني ممن لا يشهد الحرب [90/أ] وكرهت الجواب عليه بغير الموافق وأن أراجعه في أمره، وقلت: هذا ابتداء جهاد وتعاون فلا أبتدي أمر الإمام -عليه السلام- بالمخالفة بل أصبر، وأخذت في جمع العسكر وما يقوم بهم وما يحتاج إليه السفر، واجتمع في ذلك الوقت ما لا أعرفه في صعدة من جميع ما يحتاج إليه السفر من الآلات والأعوان حتى اجتمع العسكر ألفا وخمسمائة نفر(1). وقد أزمعت على أن أستخلف في صعدة الولد محمد والسيد أحمد بن المهدي ولا أكتب إلى الإمام -عليه السلام- بما رجحته من الرأي إلا من جانب الطريق وأخرج للجهاد، وكانت البشارات بأوائل الفتوح من كل جهة لا تزال ترد علي، فلما عسكرنا في رحبان(2) وقد أزمعت على المسير ثاني يوم وفي النفس كثير من مخالفة رأي الإمام -عليه السلام- ومن البقاء في صعدة أتلقط الأخبار، وإذا بكتاب من الإمام -عليه السلام- فيه: إنا كنا رجحنا بقاك في الشام لتمد أخاك أحمد بمال ورجال وكذا، حتى رأينا أنما لها إلا الله سبحانه وأنت فتجهز على بركات الله تعالى إلى نواحي وادعة والظواهر لتكون ردءا للمسلمين وكذا.

قال: فلم يكن أسر عليهم من ورود ذلك الكتاب، وعزمنا على بركة الله في شهر صفر إلى العيون(3)، ثم منها إلى عيان(4)، وكتب البشارات إلى جميع المراتب من جميع الجهات، وكان ابتداء كتابه الكريم بالآية الكريمة: {وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}[آل عمران:126].

فاشتدت المراتب وقوت قلوب المجاهدين، ورجفت قلوب المعاندين.

قال: ولما وصلنا جانب بني قيس والصنو صفي الدين أطال الله بقاه في جانب بني عبد من بلاد الظاهر وقد اجتمع إليه أهلها كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

صفحه ۲۳۲