ومنها خرج اليمن كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وكان أهل الشام يرون أن من عمر في بوصان(1) من ذلك الموضع لا يرجع منه إلا لحصار صنعاء وكنا نسمع ذلك في صعدة، فكان كما قالوا والله أعلم.
وكان لهذا الفتح موقع في قلب الولي والعدو والقريب والبعيد وهول بالفتح المبين أفواه المتكلمين، وهو كما قالوا وإنما عظم السامع الأموال. قال لي بعض من صار [74/أ] إلى جنود الحق من أعوان الظالمين أنه لما بلغهم ذلك قالوا: هذه الأموال التي حصلت لهذا الرجل وقد عظموها وكثروها فتحت على السلطنة بابا ولمجاهدتهم أسبابا أوكما قال.
ووصلت أشعار في ذلك من أهل البلاغة وقال فيها كثير ممن في صعدة، فممن كتب في ذلك السيد العلامة الأديب صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق الجحافي(2) رحمه الله فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصبح الحق مستنير الضياء
عابقا من سيف ينشق ريحا
وعد الدهر باسم الثغر سرى
وتبدت سواجع الورق تشدو ... معربا عن مسرة وهناء
هو أذكى من مندل وكباء
في أساريره سنى الآلاء
راعيات على فروع الأشائي
وتردت مطارف الوشى في الأ
ومددت الأكف بالحمد والشك
حين وافى البشير عن حسن ذي
ذا الفخار الأثيل والسؤدد العد ... رض فماست في حلة خضراء
ر لمولي جلائل النعماء
المجد محيي معالم العلياء
مرويا للقناة يوم اللقاء
أسد الغاب مشبه البدر في ال
ضاحك الثغر حيث تشجر السمر
مستنير الجبين إذ سال الع
جاء عنه البشير أن قد أفاء ... أوج تبدى في الظلمة الدجاء
ويلقى كتائب الأعداء
رق(3) سخي الأكف بالإعطاء
الله على جيشه قرى قيفاء
قلعة في السماء لا يرتقيها
لم ينلها من قبله أحد قط
هي أعلا من حصن كيفاء شأنا
فتحتها عناية الله بالملك ... عبر فيحاء لقوة شعواء
وهل نال مبتغي الجوزاء
أين فيفاء في الحسن من كيفاء
وتصميم همة قعساء
فتطأطأ له ذراها وألقت وأطاعت بطوعها عرب يخ
صفحه ۱۸۹