152

جوهره منیر

الجوهرة المنيرة - 1

ژانرها

كأنها مد بحر غير منصوب

لما دعاه حباه غير مرغوب

فكم قتيل على الخدين مكبوب

وكم أبادت وكم أفنت صوارمه

كم قد تولوا وكم أفنوا وكم غصبوا

وكم وكم جلبوا بالخيل راكضة

بكل منتدب لله محتسب ... من ضيغم بدم الأوداج مخضوب

حتى استعاد عليهم كل مغصوب

حتى تقسم نهبا كل مجلوب

من أحمد وعلي الطهر منسوب

ومن مقاول قحطان غطارفة

ثاروا بجد لدين الله واجتهدوا

لله در حماة الدين كلهم ... من كل ليث شديد البطش مكتوب

وفارقوا كل محبوب ومصحوب

فكم دم منهم في الأرض مصبوب

نعم ونقصر العنان على هذه من التهاني وإلا فهي كثيرة، وكان رحمة الله عليه كثيرا ما يعظم نعمة الله عليه بهذا الخلاص حيث جعله من ابتداء فضله الغامر وإحسانه الهامر، وقد أعيت حيل المخلوقين، وضعف جهد المربوبين، وقد تقدم في سيرة أبيه رحمة الله عليه ما خاف عليه من خترهم وغدرهم(1) وأنهم لا يبقونه في محبسهم في اليمن.

قال القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه: أن الإمام -عليه السلام- لما كتب إليه محمد باشا مخبرا له بمسيره إلى الروم وقال ما معناه أن قد جرت عادة ملوكنا أن يرقوا عبيدهم من خدمة إلى أشرف منها، وقد بعثوا إلى الديار اليمينة أخانا الوزير فضل الله باشا فيكون خاطركم الدعاء ونحو ذلك، ثم إنه يحسن منكم كتاب إليه ترسلوه إلينا لتقرير الصلح على قاعدته.

قال: ففعل الإمام -عليه السلام- كتابا كذلك، ثم ألحق في ذلك الكتاب ما معناه، وثم محابيس قد أمضهم الغم، وأحاط بهم الهم فصاروا من ذلك كالملقى في اليم، وما أحقكم بالرفق بهم والعطف عليهم والإفراج عنهم وتجعلوا في ذلك صحائف أجوركم، وسببا لإصلاح أموركم [64/ب] الصنو الحسن منهم ونحو ذلك من القول.

صفحه ۱۶۴