142

جوهره منیر

الجوهرة المنيرة - 1

ژانرها

وأخبرني أصحابه الذين معه وغيرهم أنه خرج أعلى فروة(1) والمسني(2) في كل بئر ثم أعلا الروضة، وقد طلع أول الفجر، ثم تدارك صلاة الفجر تيمما في قريب من بلد بني عاصم أطرف بلاد الحدود المتصلة ببني جرموز(3). وكان قد أرسل أول الليل أم ولده وجميع من في بيته من طرق شتى لم يبق لهم شيء حتى الهرة، وقال: خشيت أن يقول الترك هذه هرة ابن الإمام. ومصلاه الآن معروف مشهور يتبرك به من مضى تلك الطريق ممن حوله من تلك القبائل. ثم خرج إلى بني جرموز ولا يلقى في تلك من الطريق أهل الدواب أحدا إلا أعطاه ثمن ما [58/ب] على دابته من علف وحطب وأركب أصحابه، وقد أظهر أنه من أشراف الجوف، فلما صار إلى بلد زندان من أعمال بني زهير صرخت القبائل وضربت طبولها بالإجتماع إليه حتى اجتمع إليه غالب بلاد حاشد وبكيل في ليلة ويوم، ووصلت كتبه فكاد الناس يخرجون من عقولهم فرحا، ولقيه من الأصحاب ممن كان في شهارة جماعة، ثم وصل إلى الهجر إلى مولانا الإمام -عليه السلام- فأمسى فيها، ثم صعد الإمام -عليه السلام- إلى شهارة وقد أعد الضيافة السنية وكان الإمام -عليه السلام- المتقدم وعليه السكينة والخشوع والتواضع لله سبحانه، ووصل أعيان البلاد الإمامية بعد أن أظهروا البشارات وأوقدت النيران وضربت المدافع في شهارة وبعد الضيافة العامة أعطي مولانا الإمام -عليه السلام- كبراء حاشد وبكيل الواصلين مع مولانا الحسن -رضوان الله عليه- كسا، ومن معهم، وعادوا بلادهم، ووصلت الضيف والهدايا من كل جهة، وكان وصل من الآغا والي القصر وهو محبوس كتاب، إلى مولانا الحسن رحمه الله إلى جانب الطريق يسأله بالله أن يخبره من أي موضع خرج، فأخبره ثم كتب أن يأتوه بما بقي في مكانه من الأمتعة والبقر والحمام، فأرسلوا إلى ذلك إليه إلى محروس شهارة.

صفحه ۱۵۴