قال: فطلبت العبد المسمى سعيد بن ريجان، [57/أ] وكان إلى الصغر أقرب وفيه دعابة ومخالطة لخدم الترك، فكان يدخل بستانا قريبا من ذلك فقلت له: أعرفت طاقة بيضاء في الدار؟ قال: نعم، فقلت: عرفت أهي منقوبة أم مسدودة من داخل؟ فقال: لا أعرف، فقلت: اذهب إلى البستان وكأنك ترجم جهات كثيرة من طيور البستان، ثم إرم ذلك القضاض بحجر فإن تجده صلبا عرفت وإن تجده يخقق(1) عرفت أن تحته هواء، وأظهرت له عذرا لمعرفة ذلك لا يفهمه، فلما خرج البستان قمت وركبت الحبل، ونزلت إلى ذلك الموضع وبقيت حتى سمعت الحجر فرقمت على ذلك المحل بفحمة وطلعت فورا، فما عاد إلا وأنا في مكاني فسألته فقال: ما هو إلا صحيح.
قال: وأخذ الباشا محمد بالمسير إلى الروم، فأمرت بشراء حصان عظيم وقلت ربما ونحتاجه للباشا فضلي تقدمة وجعلته في بيتي ومعي أصحاب يدخلون ويخرجون مع ولدي وإلى عندي. قال: ثم إني أمرت من طلب الباشا محمد يذكره إنما المحبوس إلا أنا دون ولدي، وأن ولدي يخرج ويدخل حيث أحب، قال: ففعل فأكثر أصحابي بالدخول والخروج مع الولد مع صغره وقد يجعلونه على الحصان. فلما أمكن(2)، وقد سار الباشا محمد وبقي القصر ومواضعه خالية انفردت عن أصحابي بأسباب صرفتهم لها وقد أحتلت بحيلة في نقب ذلك حتى وجدت الصخرة، فلما عظم علاجها ولم يقدر لها المبرد قال وكانوا يفلقون الحطب في صرح أعلا الدار فأمرتهم يفلقون في أسفلها ثم أخذت فأس الحجارة فإذا ضربوا الحطب ضربت معهم الحجر، فلا يعرف أحد بذلك لاختلاط الضربات مع صدا الدار حتى كمل ذلك، فعالجت في إخراج الحجر فعجزت وحدي وكانت هذه الحجر وتعرضها على مثل ما كان رآه -عليه السلام-.
صفحه ۱۵۰