ورتب ابنُ حُميدٍ كتابه على حروف المعجم ولم يجعله طبقات كما فعل ابن رجب، لأن ترتيبه على حروف المعجم أيسر وأسهل للكشف عن تراجمه والتزم فيه بترتيب اسم الرجل واسم أبيه، ولم يلتزم فيه بترتيب الجد وجد الجد كما فعل ابن حَجر فى الدرر الكامنة، والسَّخاوى فى الضوء اللامع ... وغيرها، ولا شك أن ترتيب الجد وجد الجد أسهل وأكثر انضباطا ولا يحتاج معه إلى فهرس.
ولكن ابن حُمَيْدٍ كدَّر هذا الصفو حيث لم يترجم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب ﵀ ولا لأولاده وأصحابه.
وتعرض للشيخ فى ترجمة أبيه (عبد الوهاب بن سليمان بن على ابن مشرف بن محمد التميمى النجدى الحنبلى ١٠٥٣ هـ) بالسلب والثلب والتهم الملفقة التى لم تستند إلى دليل - ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ -.
وكتاب السُّحب الوابلة لم يُطبع بعد، وهو من أهم الكتب المؤلفة فى الطَّبقات وأكثرها فائدة، ويمكن التعليق على ما جاء فيه وردُّ هذه الافتراءات التى سببها ظاهر لا يخفى، وتلحق التَّراجم التى أخل بها المؤلف - قاصدًا - فى هوامش الكتاب فى مواضعها حسب ترتيبها على حروف المُعجم.
وأظن أن خيرَ من يمكنه القيام بذلك (دارة المَلك عبد العزيز) بحيث تُحيل الكتاب على مؤرخ مُتَخَصِّصٍ فى معرفة الرجال وأخبارهم وتراجمهم، وبعد الانتهاء من تحقيقه وتخريجه تحيله إلى عالم متمكِّن فى العقيدة، ومطلع على أحوال الرجال أيضا يقوم بمراجعته ثم التَّعليق على المَواضع التى تحتاج إلى تعليق لرد مزاعمه وإيضاح طريق الحق والصواب.
مقدمة / 71