وقالَ عندَ موت والده وبعض أولاده قصيدةً طويلةً منها (١):
لا عدتُ من بعدِ الأحبة أَفرح ... بل صرتُ منهم كلَّ حينِ أُجرحُ
قد كنتُ فيهم برهةً مُتَنَعِّمًا ... والقلب منى فى رباهم يصدح
من كانَ يَسْلُو عن حَبِيْبٍ فى الهَوى ... فأنَا الذى بِفُؤادِهِ لا يَنْدَحُ
إن حلَّ قَتْلى فى هواكُم فاقتُلوا ... فالعَبدُ عنكم - سَادَتِى - لا يَبْرَحُ
وقال عند توجه الحجاج إلى الدّيار المقدسة قصيدة طويلة هذه مختارات منها (١):
يا سائِرين وناظِرى يتطلَّعُ ... رفقًا علىَّ فإِنّنى أَتَصَدَّعُ
اضْرَمتُمُوا نارَ الغَرامِ بمُهْجَتِى ... وتركتُمُوا العبدَ الغريب مُضيّعُ
قَلبى تَفَتَّتَ قد رَحَلْتُم سادَتى ... فتُرى تُرى يا سادتى هَلْ نَرْجِعُ
فمتَى أَرانى بالعَقِيق مُخَيِّمًا ... ومتَى أرانى بالنَّقَا أتَلَمَّعُ
ومتَى أَرى فى طيبه لىَ طَيْبَةً ... ومتَى أرى سَلْعًا وعَيْنِى تَدْمَعُ
وأرى ثَنِيَّاتِ الوَدَاعِ وأنسَها ... وأرى المآذِنَ والشَّعاع يُشَعْشِعُ
وأَزور روضًا بالكَمَال محمّلا ... وأُنادِ قومًا بالمَقَامِ وأضرعُ
وجاء فى مقدمة كتاب: "معارفِ الأنعام. . . ." (٢):
سلامٌ على الرحمن كلّ أوانِ ... على خَيْرِ شهرٍ [قد] مَضَى وَزَمَانِ
سلامٌ على شَهْرِ الصِّيامِ فإِنَّه ... أمانٌ من الرَّحمن أَىُّ أَمَانِ
لئن فَنِيَت أَيَّامُهُ الغُرُّ بغتَةً ... فما الحُزن من قَلبى عليه بِفَانى
_________
(١) مجلة معهد المخطوطات (مقالة الأستاذ صلاح الخيمى): ٨٠٧، عن كتاب لابن طولون جمع فيه نوادر وأخبار وأشعار.
(٢) عن ثمار المقاصد: ٢٠.
مقدمة / 32