قلت وبالله التوفيق: إنه إن كان لم يسأل عن أمر دينه فكذلك نقول، وإن كان يسأل فلا نسلم؛ لأن الله سبحانه قد جعل طريق من كان كذلك السؤال حيث قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43] وفي آية أخرى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات والزبر} [النحل:43،44].
فإن قيل: فإن المقلد كالسائل فلا يلزم ضلال كل الأمة؛ لأن الأعصار وإن خلت من المجتهدين لم تخل من المقلدين.
قلت وبالله التوفيق: إن سلمنا ذلك فقد ذكرنا فيما تقدم أن المجتهدين لم يستغرقوا جميع الأحكام في مصنفاتهم، فيلزم الجهل فيما سوى ذلك، وإلا فمقلدوا آحاد العلماء مع الاختلاف على خلاف ذلك، كما سيأتي تحقيقه -إن شاء الله تعالى- في أثناء الجواب.
صفحه ۶۲