أحدهما: أن النبي ﷺ «احتجر في المسجد»، أي: اتخذ حجرة.
والثاني: أن النبي ﷺ «احتجم في المسجد» من الحجامة، كما قد قلتم فيما إذا ورد عن النبي ﷺ حديثان مختلفان، وأمكن حمل كل واحد منهما على محمل فهو أولى من إعمال أحدهما وإهمال الآخر.
نقول: هذا ليس هو من ذلك الباب، فإنما ذاك فيما إذا اتفق أئمة الحديث على أنه ورد لفظ كل منهما، ولم يقع فيه الخطأ من بعض الرواة، وأما هنا فإنه قد اتفق الأئمة على وقوع الخطأ فيه والتصحيف، وأنه من قبل ابن لهيعة كما قد ذكرنا ذلك وبيناه.
وقد قَالَ الحافظ أبو الفرج بن رجب في شرح البخاري: وقد روى ابن لهيعة حديث زيد بن ثابت هذا بعينه، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد، وذكر: أن موسى كتب به إليه واختصر الحديث وصحفه، فقال: «احتجم رَسُول اللَّهِ ﷺ في المسجد» .
قيل لابن لهيعة: مسجد بيته؟ قَالَ: لا، مسجد الرسول ﷺ.
قَالَ: وقد خرج حديثه الإمام هذا الإمام أحمد.
قَالَ: وقوله: احتجم.
غلط فاحش، وإنما هو احتجر، أي اتخذ حجرة.
انتهى كلامه.
1 / 46