يفتح فمه عن آخره ويبصق على وجهه. - يا ابن المرة! - أمي كانت بعشرين راجل!
ورفع رأسه كما كانت أمه ترفعه وشد عضلات ظهره. حملق المدير في وجهه بعينين متسعتين، ثم قرب فمه من أذن الجنرال وهمس: جنون بالوراثة يا فندم!
هز الجنرال رأسه من تحت القبعة. صعد الدم إلى وجهه وامتلأ شدقاه بالهواء: يس! يس! يس (
Yes - Yes - Yes ).
كان يمضغ شيئا بين أسنانه، والقطة إلى جواره تموء وتتعلق بساقيه. تشد سرواله إلى تحت، والمدير يضربها بالعصا الخيزران: بس! بس! إمشي! بس!
يضحك الجنود بصوت مكتوم، كالتلاميذ يخفون أفواههم بأيديهم. يغلقون عيونهم ويفتحون أفواههم يتثاءبون. يمشي الشيخ بين الصفوف. يلسعهم على أردافهم بالعصا الخيزران. ما عدا ابن العمدة، يضحك بصوت عال ملقيا برأسه إلى الوراء كرأس أبيه. - أنا فوق الكل!
يدوي صوته في الجو. يتردد الصدى. - أنا فوق الكل!
تقفز القطة كاشفة عن أظافرها. تموء بصوت حاد، وذيلها طويل يلتوي كذيل السحلية. - نو! نو! نو!
ويهتف الجنود في نفس واحد رافعين البنادق. جلاليبهم بيضاء: نو! نو! نو!
تنطلق صفارات البوليس. تدوي طلقات الرصاص في الجو. يخفي رأسه تحت اللحاف. يسمع الصوت: اطلع يا إبليس! - بريء والله يا فندم! - طول عمرك توسوس يا شيطان. - مش أنا والله يا فندم! - أمال مين يا ولد؟ - دي السحلية يا فندم. - أوه! نو! أمبوسيبل! أنبليفابل! - أيوه يا فندم. - والسحلية تعرف تقول لأ يا ولد؟ - أيوه يا فندم! دي هي أسس المصايب. - إزاي يا ولد؟ - لولا السحلية يا فندم كان زمانا كلنا في الجنة. - أوه! نو! امسكوه ! - بريء والله يا فندم!
صفحه نامشخص