جامع أبي الحسن البسيوي - المتن المحقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرها
قيل له: هو كل ما أشرك به مما لم ينزل به سلطانا فهو مشرك، كما قال: {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا}. فهو مشرك، وقد حرمه الله تعالى، وهو أن يجعل معه شريكا في ملكه، أو يجعل معه إلها غيره، أو يعبد غيره ممن يعبد الأوثان والأصنام والنيران والشمس والقمر والملائكة والرسل.
فكل من عبد غير الله فقد أشرك به ما لم ينزل به سلطانا، ومن أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا {فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}؛ يعني: بعيدا. فالمشرك بعيد من الله، خارج من رحمة الله.
ومن لم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه، وما جاءوا به عن الله كان مشركا، ومن لم يؤمن بالله، ويقر بجملة الإسلام التي دعا إليها رسول الله ^ كان مشركا، ومن صدق بالله وشك في محمد ^، ولم يؤمن به أنه رسول الله ^ ولم يؤمن بالقرآن الذي جاء به محمد ^ من عند الله كان مشركا وليس بمسلم، وهي الدعوة التي من أقر بها كان مسلما، ومن أنكرها أو شيئا منها كان مشركا، حتى يقر بالله وبرسوله وما جاء به ويصدق به أنه الحق.
وفي ذلك إيمان بجميع الأنبياء والمرسلين وكتب رب العالمين، وقد قال تعالى: {ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا}. وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، فمن لم يسلم لحكم رسول الله فليس بمؤمن، ومن لم يكن مؤمنا كان مشركا وكافرا، ومن آمن ببعض الأنبياء وكفر ببعضهم كان مشركا؛ لأنه رد ما جاء في القرآن من الإيمان بجميعهم، ونقض ما أقر به من الجملة.
صفحه ۲۲۷