جمع بین صحیحین
الجمع بين الصحيحين لعبد الحق
ناشر
دار المحقق للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرها
ﷺ: (أَوْ مسْلِمًا؟). قَال: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْت مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، فَوَاللَّهِ إنِّي لأَرَاهُ مُوْمِنًا؟ ! فَقَال رَسُولُ اللَّه ﷺ: (أَوْ مُسْلِمًا؟ إنِّي لأُعْطِي الرَّجلَ، وَغَيرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ) (١). وفي لفظ آخر: فَقُمْت إِلَى رَسُولِ اللَّه فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلان؟ وفي طريق آخر: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّه ﷺ بِيَدِهِ بَينَ عُنُقِي وَكَتِفِي، ثُمَّ قَال: (أَقِتَالًا (٢) أَي سَعْدُ! إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ ...). وقال البخاري: "أَقبِل أي سَعد". هكذا رأيت فيما رأيت من النسخ المروية عن أبي ذرٍّ، وفي رواية عن ابن السكن: "إِقْبَال (٣) أَي سَعْد! " وخرج البخاري هذا الحديث في موضعين من كتابه في كتاب "الإيمان"، وفي كتاب "الزكاة" ولم يقل فيه في كتاب "الإيمان": "أَقْبِلْ"، ولا "إِقْبال" (٣)، إنما قال: "يَا سَعْد! إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُل" وقال في كتاب "الزكاة": "أَقْبِل أَي سَعْد! ". وعليه رواية ابن السكن: "إِقْبال (٣) أَي سَعْد! "، وترجم عليه: باب "إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، لقول الله ﷿: ﴿قَالتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ (٤) فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ (٥)، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ (٦) ".
١٩٠ - (٣) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَال: (نَحْنُ أَحَقُّ
(١) انظر الحديث الذي قبله.
(٢) في (ج): "إقبالًا".
(٣) في (أ): "أقتال".
(٤) سورة الحجرات، آية (١٤).
(٥) سورة آل عمران، آية (١٩).
(٦) سورة آل عمران، آية (٨٥).
1 / 101